للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُشَرِّحُ: إنما لم يعل عاور وصايد بناء على الفعل حيث لم يُعل، إلا أن العين في مقاوم ومباين لم تعلّ حيث لم تعل في فعليهما.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) وإعلال اسم المفعول منهما أن تسكن عينه ثم أن المحذوف منهما واوُ مفعول عند سيبويه (١)، وعند الأخفش العين (٢) ويزعم أن الياء في مخيط منقلبة عن واوِ مفعول".

قال المُشَرِّحُ: احتج الأخفش بأن حذف العين أولى، لأنه أخفى وهذا لأن اسم المفعول مركب من حروف البناء ومن الصيغة، والصيغة آخرهما وجودًا فيكون شيء منهما أظهر بخلاف حروف البناء.

أمّا مخيط: فلاتساع اسم المفعول المبني للمفعول.

حجّةُ سيبويه: بأن واو مفعول بالحذف أولى، لأنه زيادة وحتى لا يلزم من ذلك الخلاف مع القلب في مَخِيْط. الضمير في "منهما" من قوله: "وإعلال اسم المفعول منهما" ينصرف إلى قال وباع المذكورين في أول الفصل المتقدم، وذلك قوله: "وإعلال اسم الفاعل في نحو قال وباع".

قال جارُ الله: "وقالوا مَشيب بناء على شيب بالكسر. ومهوب بناءً على لغة من يقول: هوب".

قال المُشَرِّحُ: شبْتُ الشيء أشوبه فهو مشوب، وأما قوله (٣):

* وماءُ قُدُوْرٍ في القِصَاعِ مَشِيْبُ *


(١) الكتاب ٢/ ٣٦٣.
(٢) المقتضب ١/ ١٠٠.
(٣) البيت للسليك بن السلكة في شعره الذي جمعه حميد آدم ثويني وكامل سعيد عواد ونشراه في بغداد سنة ١٤٠٤ هـ، ص ٤٥. وروايته هناك:
سيكفيك فقد الحي لحم مغرض … وماء قدور في الجفان مشوب
وربما نسب إلى المخبل السعدي (إصلاح المنطق ص ١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>