كلها نحو يخرج زيدٌ والله. الذي يدل على أن "عَلِمَ الله" قسم قولهم: عَلِمَ الله لأفعلن فيجاب بما يجاب به القسم في قوله بالله لأفعلن. والمُراد بـ "أمانة الله": ما أودع الله كل إنسان بأصل الفِطْرة من الإِيمان، ولذلك تَرى الناس يحلفون بالإِيْمَان.
قال جارُ الله:"ومن شأنِ الجُملتين أن يُنزلا منزلةَ جمل واحدةٍ كجملتي الشَّرط والجَزَاء، ويجوز حذف الثانية ها هنا عند الدلالة بجواز (١) ذلك ثمة".
قال المُشَرِّحُ: الجُملة المؤكَّد بها لا تكون كلامًا حتى ينضم إليها الجُملة المؤكِّدة كما أنَّ الشَّرط لا يكون كلامًا حتى ينضم إليه الجَزاء، ويجوز أن تحذف الجُملة الثَّانية في باب القسم كما يُحذف في بابِ الجزاء مثال حذفهما في باب الجَزاء قول من يقول لك: أتذهب معي إلى موضع كذا فتقول له: إن أتيتني، والتقدير: إن أتيتني ذهبتُ مَعَكَ، ومثال حذفهما في القسم قولك لمن يُلقي في التَّهلكة نَفْسَهُ: هَلَكْتَ يارجل وأقسم بالله يعني: وأقسم بالله قد هَلَكْتَ.
قال جارُ الله:"والجملة المؤكد بها هي القسم والمؤكدة هي المقسم عليها والاسم الذي يلصق به القسم ليعظم به ويفخم هو المقسمُ به".
قال المُشَرِّحُ: معنى هذا الكلام قد مر في أول هذا الصنف.
قال جارُ الله:" (فصلٌ) ولكثرة القسم في كلامهم أكثروا التّصرف فيه وتوخَّوا ضروبًا من التَّخفِيْفِ من ذلك حذف الفعل في بالله، والخبر في لعمرُك وأخواته، والمعنى: لعمرك ما أُقسم به".
قالَ المُشَرِّحُ: أمَّا حذف الفعل في "بالله" فتقديره: أحلِفُ بالله. وأما