للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمادٌ لها، لأنَّها لا تقومُ بأنفسها في الإِبانة عن معانيها وحدها، فزعم قائل هذا القول أن "إيا" ليس في موضع نصب، لأنه بمنزلة حرف زائد لا يحول بين العامل والمعمول فيه، أو تكون "إيا" مع الكاف وأختيها في موضع نصب، ولا ينفصل أحدهما عن الآخر.

وقالَ بعضهم: "أيا" اسمٌ مبهمٌ يكنى به عن المنصوب، وجعلت (١) الكاف وأختاها (٢) بيانًا عن المقصود، ليعلم المخاطب من الغائب، ولا موضع للكاف من الإِعراب كما لا موضع لها في "ذلك" و"أولئك". قال أبو سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيُّ: والصحيحُ من هذه الأقوال قولُ الخليل لأنّي رأيت ما يقع بعد "إيا" من المضمر هو الضمير الذي كان يقعل للمنصوب لو كان متصلًا، بالفعل، لأنك تقول: ضربتك فيكون هذا هو الأصل، ثم تقول: إياك ضربت وكان حق هذا [أن] (٣) يتصل بالفعل، فلما قدموه لما يستحقه المفعول من التقديم والتأخير أتوا بـ "أيا" فتوصلوا بها إلى الضمير المتصل ليتصل بـ "أيا" و"إيا" هو اسمٌ مظهرٌ، واتصال الأسماء بالأسماء يوجب للثاني منهما (٤) الخفض، وجعلوا "إيا" هو الذي يقع عليه الفعل.


= خص بالإضافة إلى سائر المضمرات وإنها في موضع جر بالإضافة. وينظر: المقتضب (٤/ ٢٧٩).
(١) في (أ): "وفعلت".
(٢) في (أ): "وأختيها".
(٣) ساقط من (أ).
(٤) في (أ): "منهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>