للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* [فـ]ـأمَّا الصُّدُوْدُ لا صُدَوْدَ لَجَعْفَرٍ *

ولأن المعنى زيدٌ موصوفٌ بهذه الصفة وهي: نعم الرَّجُلُ فتكون الجُملة متضمِّنَةٌ للعائد، ونظيرُ هذه المسألة ضميرُ الشأن والقصة إذا وَقَعَ مبتدأ.

فإن سألتَ: فهل يجوزُ على القِيَاس: زيدٌ نعمَ الرّجل؟

أجبتُ: بين هذه الصُّورة وتلك فرقٌ، وذلك أن نعم فعل غير متصرف لا بدَّ له من مضمرٍ مفسر أو مظهرٌ، ومن ثَمَّ لم يكن له مستقبل ولذلك قالوا: نعم المرأة أحسن من قام المرأة، وكذلك تقول: أخواك نعم رجلين وإخوتك نعم رجالًا فلا يثنى ولا يجمع، ولا تقول: أخواك قام، ولا إخوتك قام.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): وقد يحذف المخصوص إذا كان معلومًا كقوله عز وجل (١): {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي: نعم العبدُ أيُّوب، وقوله (٢): {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} أي: فنعم الماهدون نحن".

قالَ المُشَرِّحُ: مهدت (٣) الفراشَ مهدًا أي: إذا بسطته ووطأته.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): ويؤنث الفعل ويثنى الاسمان ويُجمعان نحو قولك: نعمت المرأةُ هندٌ، وإن شئت قلتَ: نعمَ المرأة [هندٌ]، وقالُوا: هذه الدَّار نعمت البَلَدُ لما كان البلدُ الدار كقولهم: من كانت أُمك، وقال ذو الرمة:

أو حرَّةٌ عيطَلٌ ثَبْجَاءُ مُجْفِرَةٌ … دَعَائمَ الزَّوْرِ نِعْمَتْ زَوْرَقُ البَلَدِ

وتقول: نعم الرَّجلان أَخَوَاك، ونعمَ الرِّجالُ إخوتك ونعمت المرأتان هندٌ ودعدٌ، ونعمت النِّساء بناتُ عَمِّكَ".


(١) سورة ص: آية: ١٧.
(٢) سورة الذاريات: آية: ٣٨.
(٣) شرح المفصل للأندلسي: ٤/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>