للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عالم وحافظ للقرآن فتأخير الحافظ ها هُنا أولى. وأما إذا كان العالم قليل الاحتياط في أفعال الوضوء والصَّلاة فتأخير العالم ها هنا أولى. والذي قدمه في القراءة المشهورة هو الاهتمام والعناية؛ لأن الاسم أن يذكر أولًا الذي تبقى عنه الكفاءة.

تخمير: إذا كان الظرف لغوًا لم يجز في الخبر إلا الرفع وذلك قولك: فيك عبد الله راغب، ومنك أخواك هاربان (١)، وإليك قومك قاصدون. قال ابن السراج: لأن "منك" و "فيك" و "إليك" في هذه المسألة لا [تكون] محالًّا ولا يتم بها الكلام، وقد أجاز الكوفيون فيك راغبًا (٢) عبد الله شبهها القراء بالصفة التامة لتقدم "راغبًا" (٢) على عبد الله.

عنى بالجَفاء الغلظ وقلة اللُّطف وفي كلام الصابئ: "فعومل معاملة فيها جفاء من غير مكروه في الجسم". وقال أبو زَيْدٍ البَلْخِيّ: "فإنه لا يكاد يحتمل معدة أحد من أهل النعمة والدعة خصوصًا الذي ترق طبائعهم منهم، أكلتين في اليوم والليلة يكون في كل واحدة منها لحم، وإنما يحتمل ذلك معدة الجفاة الطبائع والتركيب من الناس الذي يعتملون الأعمال الشاقة ويتحركون بالحركات القوية من الفَعَلَةِ وأَشباههم". ومما أعثرني عليه كتاب (الأغاني) -له الله من كتابٍ-: ما منعك من معرفته إلا غلظ الطبع وجفاء الخلق. وهذه المسألة تمد بطبيعتك في تقرير ما أسلفناه من الحال أعني قوله: وقد مَنَعُوا في مررت راكبًا بزيد أن يجعل الراكب حالًا من المجرور.


(١) في (ب): "يضاربان".
(٢) في (ب): "راغب".

<<  <  ج: ص:  >  >>