للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينصبه "أن" المضمرة بعدها أن اللامَ من حروف الجر فتجر ما بعدها ولن تجره إلا إذا كان ما بعدها اسمًا، ولن يكون اسمًا إلا إذا كان "أن" بعدها مضمرة.

فإن سألتَ: فكيف حَكَمُوا على "كيّ" بأنها تعمل النصب لا بإضمار أن مع أنها من حروف الجر، وأما حكمهم عليها فظاهر، وأما أنها من حروف الجر فلأنك تقول: قصدت فلانًا فيقالُ: كيمه فتقول: كي يحسنَ إليَّ، ولو لم تكن من حروف الجر لما سقط عند دخولها ألف ما الاستفهامية، ونظير كيمه عمه وفيمه على أنا نقول: قيام المضارع مقامَ الاسمِ لا يوجبُ أن يكونَ المضارعُ في تقديرِ "أن" ألا ترى أنك تقول: أتيتك يوم يقوم زيدٌ، والمعنى أتيتك يوم قيام زيد و"أن" ليست فيه مضمرة بدليل أنه لم ينتصب الفعل، ولذلك لو قلت: أتيتك يوم أن يقوم زيد لم يجز؟

أجبتُ: ما الدليل على أن "كي" من حروف الجر؟ وأما ما ذكرت من الدليل فهو إن دل على كي من حروف الجر فدخول لام كي عليه مما يدل على أنَّها ليست منها، وهذا لأنه يُقال: جئتك لكي تفعل كذا كما يقال: جئتك لأن تفعل، ولو كانَتْ هىِ الجارَّة لما دخل عليها لام كي لأنَّها من حروف الجر، وحرف الجر لا يدخل على مثله. ومن ثَمَّ قالوا بأن الكاف في قوله (١):

* يَضْحَكْنَ عَنْ كالبَرَدِ المُنْهَمِّ *

اسمٌ لا حرفٌ.


= هذه الحروف ولنقدم على ذلك ما قاله الخوارزمي في هذا الفصل، قال: يدل على أن الناصب … ".
(١) البيت للعجاج في ديوانه: ٢/ ٣٢٨ (ملحقاته)، وقبله:
* بيض ثلاث كنعاج جم *
والشاهد في أسرار العربية: ٢٥٨، وشرح الأشموني: ٢/ ٢٩٩، والخزانة: ٤/ ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>