للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلَّا إذا كانَ على المُبتدأ دَلِيلٌ كقولهِ:

لُعابُ الأَفاعي القاتِلاتِ لُعابُهُ

وقوله:

بَنونا بَنو أَبنائنا وبَناتُنَا … بنوهُنَّ أَبناءُ الرِجالِ الأبَاعِدِ

وقال ابن يعيش في شرحه: ١/ ٩٩ في الباب نَفسِهِ: "ونظيرُ ذلِكَ الفاعِلُ والمفعولُ إذا كانا مما لا يَظهَرُ فيهما الإِعراب فإنَّه لا يجوزُ تَقديمُ المفعولِ وذلِكَ نحو ضَرَبَ عِيسى مُوسى -اللَّهمَّ- إلَّا أن يكونَ في اللَّفظِ دليلٌ على المُبتَدَأ منهما نحوَ قولِهِ:

لُعابُ الأفاعي القاتِلاتِ لُعابُهُ

وقوله:

بَنُونا بنو أبنائنا وبناتنا … بنوهُنَّ أبناء الرِّجال الأباعد

والأَمثلة كثيرةٌ، وهذا يَكفي للتَّدليل على اطلاعِ ابن يعيش على شرح الخوارزمي ونقله عنه دون ذكر لذلك.

وشرح ابن يعبش أكثر توسعًا وذكرًا للمسائل النحوية من شرح الخوارزمي كما أنه حافظ على نص المفصل فأورده كاملًا إلا أنه لم يُعن بألفاظ المفصل عناية الخوارزمي بها، ولم يقارن بين نصوصه من نسخ متعددة كما فعل الخوارزمي.

وأعتقد أنَّ هذه الشروح الثلاثة (شرح الخوارزمي ٦١٧ هـ، وابن يعيش ٦٤٣ هـ، والأندلسي ٦٦١ هـ) لا يستغنى بأحدها عن الآخر وأن غيرها من الشروح الأخرى قد يُستغنى بها عنه. فشرح الخوارزمي حلّل تراكيب كتاب المفصل، وصحح لفظه بالنقل عن نسخ متعددة موثقة من أصل الكتاب وصحح عن خطه، وروي عن بعض تلاميذه تَصحيح النُّطق بكثير من ألفاظه وتراكيبه المشكلة كما سمعت عنه كما أنه تتبع سقطاته وحاول تقويم بعضها وردّها إلى الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>