وبما أن الفلبين تعتبر ملتقى الحروب بين الشعوب الأجانب والشعب الفلبيني فلا غرابة أن نظامها قد اختلف حسب دور كل شعب استولى على البلاد، وقد سبق الكلام على أن نظام البلاد قبل مجيء الإسبان هو نظام السلاطين، ولما استولى الإسبان على البلاد أصبح الحكم تابعا لحكم إسبانيا، وهكذا كل من اليابان والأمريكان إلاّ أنّ وراء تلك الأحكام الثلاث المتتالية الاستعمار وإن اختلفت أساليبه، فالاستعمار الإسباني والاستعمار الياباني كانا يلتزمان دائما جميع أساليب القوة والعنف والقهر للوصول إلى تحقيق أهدافهما في غير رحمة ولا شفقة، وأما الاستعمار الأمريكي القديم فكان يلجأ إلى التحايل والمداهنة والخديعة لتحقيق أهدافه.
ولما استقلت الفلبين من أمريكا في سنة (١٣٦٦هـ-١٩٤٦م) وأصبحت جمهورية تحكم بالديمقراطية أصبح لكل فرد من أفراد الشعب مسلما كان أو غير مسلم الحق والحرية في أن يرشح نفسه إلى أي منصب من المناصب الانتخابية والتعينية بشرط أن يكون عنده أهلية لذلك المنصب، كما أنه له الحق والحرية في اختيار أحد من بين المرشحين ينتخبه.
وأما من الناحية الدينية فللشعب حرية دينية فيستطيع كل فرد أن يعتنق أي دين من الأديان, ويستطيع كل شخص أن ينشر دعايته الدينية بأنواعها, فلا تمنعه الحكومة ما دامت لا تعارض قوانين الحكومة، هذه كلها كانت مقررة في دستور الفلبين إلاّ أن هذا الدستور محدود،