أكلت "دما" إن لم أرعك بضرة ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشر١
يريد: أكلت دية، ففي قوله:"دما" مجاز مرسل علاقته المبدلية؛ ذلك أن الدم مبدل منه الدية، والدية يأخذها ولي الدم بدلا منه، والقرينة قوله:"أكلت"؛ لأن الدم بمعناه الحقيقي لا يؤكل.
١٥- العموم أو الخصوص: ففي الأول: أن يكون مدلول اللفظ المذكور عاما، ويراد منه معنى خاص كإطلاق لفظ الناس على محمد -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى:{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ} فـ {النَّاسَ} مجاز مرسل علاقته العموم والقرينة حالية. وفي الثاني: أن يكون مدلول اللفظ المذكور خاصا، ويراد منه العموم كإطلاق اسم أبي القبيلة "كتميم، وتغلب" على القبيلة قبل أن يغلب عليها.
١٦- التعلق الاشتقاقي: وهو أن يذكر اللفظ، ويراد ما اشتق منه كإطلاق المصدر على اسم المفعول في قوله تعالى:{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} أي: مخلوقه، وقوله:{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} أي: معلومه، فكل من "الخلق والعلم" مجاز مرسل علاقته ما بين المصدر، واسم المفعول من الربط الاشتقاقي.
١٧- التقييد والإطلاق: هو أن يكون الشيء مقيدا، فيطلق عن قيده كما في إطلاق "المشفر" على شفة الإنسان في قولك: "مشفر" زيد يسيل دما, تريد شفته. فالمشفر -في الأصل- للبعير خاصة، ثم أطلق عن هذا القيد، وأريد منه مطلق شفة، فصح إطلاقه على شفة زيد باعتبارها أحد أفراد هذا المطلق، فيكون مجازا مرسلا علاقته التقييد والإطلاق. ومثله إطلاق "المرسن" على أنف الإنسان. فالمرسن -في الأصل- أنف الحيوان, إذ هو موضع الرسن منه، ثم أطلق
١ راعه: أخافه وأفزعه, والضرة -بفتح الضاد- إحدى الزوجتين أو الزوجات, والقرط -بضم القاف- ما يعلق في شحمة الأذن، وقوله: "بعيدة مهوى القرط" كناية عن طول عنقها.