أراد أن المزن الممتلئة بالماء كالحوامل من الحيوان؛ فقد شبه المزن بالحوامل بجامع المنفعة في كل، ثم تركت أداة التشبيه وتنوسيت، ثم أضيف المشبه به إلى المشبه، بعد تقديمه عليه -كما ترى- وفي التعبير بقوله:"تضع"، مع قوله:"حوامل المزن" براعة بارعة في مراعاة التناسب. ومثله قول الشاعر يصف اعتدال
الريح وقت الأصيل:
والريح تعبث بالغصون وقد جرى ... ذهب الأصيل على لجين الماء١
شبه الشاعر الماء بالفضة في النقاء والصفاء، ثم أضاف المشبه به إلى المشبه بعد حذف الأداة، وتناسيها في نظم الكلام -كما ذكرنا- وسمي التشبيه مؤكدا؛ لأنه أكد وقرر بدعوى اتحاد الطرفين، وأن المشبه هو المشبه به، لا يتميز أحدهما عن الآخر في شيء.
اختبار:
١- عرف أداة التشبيه، ومثل من عندك بأداتين من أدواته, يكون وجه الشبه في أحد المثالين عقليا، وفي الآخر حسيا.
٢- بين أي الطرفين يلي كاف التشبيه، وما حكم "كأن التشبيهية" في هذا الشأن؟ مثل لما تقول.
٣- من أي قبيل قوله تعالى:{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ ... } الآية، وقولك: خالد ماثل الأسد؟
١ تعبث بالغصون: تحركها وتميلها, و"جرى" بمعنى ظهر والجملة حالية، والأصيل هو: الوقت بين العصر والغروب ويعد من أطيب الأوقات، وذهبه: صفرته بسبب شعاع الشمس وإطلاق الذهب عليه "استعارة" واللجين: الفضة, وقد أضيف إلى الماء من إضافة المشبه به إلى المشبه, وهو محل الشاهد.