{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} قيل: هي صلاة العصر -في الرأي الغالب- لتوسطها بين نهاريتين وليليتين، وقيل غير ذلك.
٤- يكون بعطف العام على الخاص ونكتته: الاهتمام بالخاص بذكره في عنوان عام بعد العنوان الخاص نحو: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ، ونحو: {وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ} .
٥- يكون بالإيغال وهو "لغة":
المبالغة من أوغل في الأمر إذا أمعن فيه، وبالغ, و"اصطلاحًا": ختم الكلام بما يفيد نكتة، يتم المعنى بدونها كالمبالغة في التشبيه أو تحقيقه، أو زيادة الحث والترغيب، فمثال المبالغة في التشبيه قول الخنساء في رثاء أخيها صخر:
وإن صخرًا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
فقولها: "في رأسه نار" إيغال إذ قد تم المقصود, وهو تشبيهها إياه بالعلم في الظهور والارتفاع, غير أنها لم تكتف بوقوفها عند هذا الحد في التشبيه بل جعلت في رأس العلم نارًا مبالغة في التشبيه لما في ذلك من مزايدة الظهور والاشتهار والاهتداء به, ومثال تحقيق التشبيه، أي بيان التساوي بين الطرفين في وجه الشبه قول امرئ القيس:
كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب١
يريد أن يقول: إنهم كانوا كثيري اصطياد الوحوش، وكادوا يأكلونها ويطرحون أعينها حول أخبيتهم أشبه شيء بالجزع غير المثقوب, فقوله: "لم يثقب" إيغال إذ قد تم المعنى المراد, وهو تشبيه عيون الوحش بالجزع وبدونه وإنما أتى به تحقيقًا للتشبيه، وبيانًا لتساوي الطرفين في وجه الشبه, ذلك: أن تشبيه عيون الوحش بعد موته "بالجزع" في اللون والشكل ظاهر، لكن الجزع إذا كان مثقبًا يخالف العيون شكلًا إلى حد ما؛ لأن العيون لا ثقوب فيها، فزاد الشاعر قوله "لم يثقب" ليتحقق التشابه كاملا في الشكل حتى يتساوى الطرفان مساواة تامة في وجه الشبه, ومثال زيادة الحث والترغيب قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ
١ "أرحل" جمع رحل "والجزع" بفتح الجيم أو كسرها وسكون الزاي عقيق فيه دوائر بيض وسود يشبه به عيون الوحش.