للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمثال المكررين قوله تعالى: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} فقد جعل أحد اللفظين المكررين، أي: المتفقين لفظا ومعنى في أول الفقرة، والثاني في آخرها كما تراه في الآية الكريمة.

ومثال المتجانسين قوله: سائل اللئيم يرجع ودمعه سائل, فالأول مأخوذ من السؤال، والثاني من السيلان.

ومثال الملحقين بالمتجانسين اشتقاقًا قوله تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} فاللفظان المذكوران يجمعهما مصدر واحد هو الغفران.

ومثال الملحقين بالمتجانسين بشبه اشتقاق قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} فبين {قَالَ} و {الْقَالِينَ} شبه اشتقاق, من حيث الحروف الأصول, وهي "القاف واللام" وإلا فإن مصدر {قَالَ} القول، ومصدر {الْقَالِينَ} القلى أي: البغض, فالمصدران مختلفان مدلولًا.

وهو في النظم: أن يكون أحد اللفظين الموصوفين بأحد الأوصاف السابقة في آخر البيت، والآخر إما في صدر المصراع الأول، أو في حشوه، أو في آخره، أو في صدر المصراع الثاني.

فالمثال الأول للمكررين قول الشاعر:

سريع إلى ابن العم يلطم وجهه ... وليس إلى داعي الندى بسريع

فالمكرر الآخر في صدر المصراع الأول. والمثال الثاني لهما قول الشاعر:

تمتع من "شميم" عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار١

فالمكرر الآخر في حشو المصراع الأول. والمثال الثالث لهما أيضًا قول الشاعر:

ومن كان بالبيض الكواعب مغرمًا ... فما زلت بالبيض القواضب مغرما٢


١ النجد هنا: ما ارتفع من بلاد العرب, والعرار: وردة ناعمة طيبة الرائحة.
٢ الكواعب جمع: كاعب, وهي الجارية حين يبدو ثديها للنهود، والبيض القواضب: السيوف القواطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>