للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاختلاف في الترتيب: إذا اختلف اللفظان في ترتيب الحروف سمي "جناس القلب" وهو على أربعة أنواع: قلب كل، قلب بعض, مجنح، مستو.

فالقلب الكلي: ما انعكس فيه الترتيب كقولهم: حسامه فتح لأوليائه وحتف لأعدائه، فبين "فتح وحتف" جناس قلب كلي؛ لانعكاس الترتيب فيهما انعكاسًا كليًّا إذ إن "حتف" مقلوب "فتح".

والقلب الجزئي: ما انعكس فيه الترتيب بعضًا نحو: "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا" فانعكاس الترتيب فيه ليس في جميع الحروف كما ترى.

والمجنح١: ما كان فيه أحد اللفظين اللذين وقع بينهما القلب في أول البيت والآخر في آخره، كأنه ذو جناحين كقول الشاعر:

قد لاح أنوار الهدى ... في كفه في كل حال

فاللفظ الأول وهو "لاح" وقع في أول المصراع الأول، والثاني وهو لفظ "حال" وقع في آخر المصراع الثاني.

والمستوي٢: ما كان اللفظ فيه بحيث لو عكس، وبدئ بحرفه الأخير إلى الأول لم يتغير نحو: "كل في فلك" فإنك لو عكست هذا التركيب، فبدأت من الكاف في "فلك" كان هو بعينه, ولبعض الأدباء رسالة كبيرة في هذا النوع من البديع.

٢- رد العجر على الصدر, ويكون في النثر، وفي النظم.

فهو في النثر: أن يجعل أحد اللفظين المكررين, أو المجانسين في اللفظ دون المعنى، أو الملحقين بالمتجانسين، وهما اللذان يجمعهما الاشتقاق أو شبه الاشتقاق, في أول الفقرة، والآخر في آخرها.


١ سمي بذلك؛ لأن اللفظين اللذين وقع بينهما القلب بمنزلة جناحين للبيت, وهو كما قيل خاص بالشعر.
٢ سمي بذلك؛ لاستواء التركيب قبل العكس وبعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>