للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للدين والدنيا وللشيم العلا ... والجود إن شح الغمام السافك

عند الهياج ربيعة بن مكدم ... في الفضل والتقوى الفضيل ومالك (١)

ورث الجلالة عن أبيه وجده ... فكأنهم ما غاب منهم هالك

فجياده للآملين مراكب ... وخيامه لقاصدين أرائك

فغذا المعالي أصبحت مملوكة ... أعناقها بالحق فهو المالك

يا فارس العرب الذي من بيته ... حرم لها حج به ومناسك

يا من يبشر باسمه قصاده ... فلهم إليه مسارب ومسالك

أنت الذي استأثرت فيك بغبطتي ... وسواك فيه مآخذ ومتارك

لا زلت نوراً يهتدي بضيائه ... من جنه للروع ليل حالك

ويخص مجدك من سلامي عاطر ... كالمسك صاك به الغوالي صائك (٢) الحمد لله تعالى الذي جعل بيتك شهيراً، وجعلك للعرب أميراً، وجعل اسمك فالاً، ووجهك جمالاً، وقربك جاهاً ومآلاً، وآل رسول اله صلى الله عليه وسلم لك آلاً، أسلم عليك يا أمير العرب وابن أمرائها، وقطب سيادتها وكبرائها، وأهنيك ما منحك الله تعالى من شهرة تبقى، ومكرمة لا يضل المتصف بها ولا يشقى، إذ جعل خيمتك في هذا المغرب على اتساعه، واختلاف أشياعه، مأمناً للخائف، على قياس (٣) المذاهب والطوائف، وصرف الألسنة إلى مدحك والقلوب إلى حبك، وما ذلك إلا لسريرة لك عند ربك، ولقد كنت أيام تجمعني وإياك المجالس السلطانية على معرفتك متهالكاً، وطوع الأمل سالكاً، لما يلوح لي على وجهك من سيما المجد والحياء، والشيم الدالة على العلياء، وزكاء الأصول وكرم الآباء، وكان والدي - رحمه الله تعالى - قد عين للقاء


(١) الفضيل بن عياض ومالك بن دينار (وقد يكون: مالك بن أنس) .
(٢) الغوالي: الطيوب، مفردها غالية؛ صاك: خلط ومزج.
(٣) الاستقصا: على كثرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>