للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوقدت وجعلت، وفعلت فعلتك التي فعلت، أن تترفق بذماء، أوترد بنغبة ماء، أماق ظماء، وتتعاهد المعاهد بتحية يشم منها شذا أنفاسك، أوتنظر إلينا على البعد بمقلة حوراء من بياض قرطاسك وسواد أنفاسك، فربما قنعت الأنفس المحبة بخيال زور، وتعللت بنوال منزور، ورضيت لما لم تصد العنقاء بزرزور:

يا من ترحل والنسيم لأجله ... تشتاق إن هبت شذا رياها

تحيي النفوس إذا بعثت تحية ... فغذا عزمت اقرأ {ومن أحياها} (١) ولئن أحييت بها فيما سلف نفوساً تفديك - والله تعالى إلى الخير يهديك - فنحن نقول معشر مريديك: ثن ولا تجعلها بيضة الديك (٢) ، وعذراً فإني لم أجتر على خطابك بالفقر الفقيرة، وأدللت لدى حجراتك برفع العقيرة، لا عن نشاط يعثت مرموسه، ولا غتباط بالأدب تغري بسياسته سوسه، وانبساط أوحى إلي على الفترة ناموسه، وإنما هواتفاق جرته نفثة المصدور، وهناء الجرب المجدور، وخارق لا مخارق (٣) ، فثم قياس فارق، أولحن غنى به بعد الممات (٤) مفارق، والذي سببه (٥) ، وسوغ (٦) منه المكروه وحببه، ما اقتضاه الصنويحيى - مد الله تعالى حياته، وحرس من الحوادث ذاته - من خطاب ارتشف به لهذه القريحة بلالتها، بعد أن رضي علالتها، ورشح إلى الصهر الحضرمي سلالتها، فلم يسع إلا إسعافه، بما اعافه، فأمليت مجيباً، ما لا


(١) إشارة إلى الآية الكريمة: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً (المائدة: ٣٢) .
(٢) من قول بشار:
قد زرتنا مرة في العمر واحدة ... ثني ولا تجعليها بيضة الديك (٣) التعريف: وإن تعلل به مخارق.
(٤) التعريف: بعد البعد.
(٥) التعريف: والذي هيأ هذا القدر وسببه.
(٦) التعريف: وسهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>