للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوحقه لقد انتدبت لوصفه ... بالبخل لولا أن حمصاً داره

بلد متى أذكره تهتج لوعتي ... وإذا قدحت الزند طار شراره اللهم غفراً، ولا كفراً، وأين قرارة النخيل، من مثوى الأقلف البخيل، ومكذبة المخيل وأين ثانية هجر، من متبوإ من ألحد وفجر

من أنطر غيثاً منشؤه ... في الأرض وليس بمخلفها

فبنان بني مزنى مزن ... تنهل بلطف مصرفها

مزن مذ حل ببسكرة ... يوماً نطقت بمصحفها (١)

شكرت حتى بعبارتها ... وبمعناها وبأحرفها

ضحكت بأبي العباس من ال ... أيام ثنايا زخرفها

وتنكرت الدنيا حتى ... عرفت منه بمعرفها بل نقول: يا محل الولد {لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد} (البلد:٢،٣) لقد حل بينك عرى الجلد، وخلق الشوق بعدك يا ابن خلدون في الصميم من الخلد، فحيا الله تعالى زمناً شفيت برقى قربك (٢) زمانته، واجتليت في صدف مجدك جمانته، ويا من لمشوق من طول خلتك لبانته (٣) ، وأهلاً أظلت أشتات معارفك بانته، فحمائمه بعدك تندب، فيساعدها الجندب، ونواسمه ترق فتتغاشى، وعشياته تتخافت وتتلاشى، ومزنه باك، ودوحه في مأتم ذي اشتباك، كأن لم تكن قمر هالات قبابه، ولم يك أنسك شارع بابه، إلى صفوة الظرف ولبابه، ولم يسبح إنسان عينك في ماء شبابه، فلهفي عليك من درة اختلستها يد النوى، ومطل بردها الدهر ولوى، ونعق الغراب ببينها في ربوع الجوى، ونطق بالزجر فما نطق عن


(١) مصحف بسكرة: بشكره أو تشكره.
(٢) التعريف: في قربك.
(٣) التعريف: وقضيت في مرعى خلتك لبانته.

<<  <  ج: ص:  >  >>