للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعسى الذي أنطق شوقاً، أن ينطق ذوقاً، والذي حرك سفلاً أن يحرك فوقاً، والذي يسره مقالاً، أن يكفيه حالاً.

فأول الغيث طل ثم ينسكب ... الحرب أول ما تكون لجاجة ... وإن الحرب أولها الكلام (١) ... نحمد الله سبحانه على الكلف بهذه الطريقة {وما يلقاها إلا ذوحظ عظيم} (فصلت: ٣٥) وللأرض نصيب من كأس الكريم (٢) :

أليس قليلاً نظرة إن نظرتها ... إليك وكلا ليس منك قليل

فاتني أن أرى الديار بطرفي ... فلعلي أرى الديار بسمعي (٣) وعلى ذلك فذهبت في تربيته أغرب المذاهب، وقرعت في التماس الإعانة باب الجواد الواهب، وأطلعت فصوله في ليل طلوع نجوم الغياهب، وعرضت كتائب العزيمة عرضاً، وأقرضت الله قرضاً، وجعلته شجرة وأرضاً، فالشجرة المحبة مناسبة وتشبيها، وإشارة لما ورد في الكتب المنزلة ونبيهاً، والأرض النفوس التي تغرس فيها، والأغصان أقسامها التي تستوفيها، والأوراق حكاياتها التي تحكيها، وأزهارها أشعارها التي تحييها، والوصول إلى الله تعالى ثمرتها التي ندخرها بفضل الله ونقتنيها، شجرة لعمر الله يانعة، وعلى الزعازع متمانعة، ظلها ظليل، والطرف عن مداها كليل، والفائز بجناها قليل، رست في التخوم، وسمت


(١) صدره: فإن النار بالعودين تذكي؛ يرد في رسالة لنصر بن سيار يستنجد بها الخليفة الأموي عند ظهور المسودة.
(٢) عكس قول الشاعر: وللأرض من كأس الكرام نصيب، وكذلك ثبت النص في ق.
(٣) البيت للشريف، ديوانه ١: ٦٥٨ وديوان الصبابة: ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>