بأندلس لنا أيام حرب ... مواقفهن في الدنيا عظام
ثوى منها قلوب الروم خوف ... يخوف منه في المهد الغلام
حمينا جانب الدين احتساباً ... فها هو لا يهان ولا يضام
وتحت الراية الحمراء منا ... كتائب لا تطاق ولا ترام
بنو نصر وما أدراك ما هم ... أسود الحرب والقوم الكرام
لهم في حربهم فتكات عمرو ... فلأعمار عندهم انصرام
يقول عداتهم مهما ألموا ... أتونا ما من الموت اعتصام
إذا شرعوا الأسنة يوم حرب ... فحقق أن ذاك هو الحمام
كأن رماحهم فيها نجوم ... إذا ما أشبه الليل القتام
أناس تخلف الأيام ميتاً ... بحي منهم فلهم دوام
رأينا من أبي الحجاج شخصاً ... على تلك الصفات له قيام
موقى العرض محمود السجايا ... كريم الكف مقدام همام
يجول بذهنه في كل شيء ... فيدركه وإن عز المرام
قويم الرأي في نوب الليالي ... إذا ما الرأي فارقه القوام
له في كل معضلة مضاء ... مضاء الكف ساعدها الحسام
رؤوف قادر يغضي ويعفو ... وإن عظم اجتناء واجترام
تطوف ببيت سؤده القوافي ... كما قد طاف بالبيت الأنام
وتسجد في مقام علاه شكراً ... ونعم الركن ذلك والمقام
أفارسها إذا ما الحرب أخنت ... على أبطالها ودنا الحمام
وممطرها إذا ما السحب كفت ... وكف أخي الندى أبداً غمام
لك الذكر الجميل بكل قطر ... لك الشرف الأصيل المستدام
لقد جبنا البلاد فحيث سرنا ... رأينا أن ملكك لا يرام
فضلت ملوكها شرقاً وغرباً ... وبت لملكها يقظاً وناموا
فأنت لكل معلوة مدار ... وأنت لكل مكرمة إمام