للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا الثناء الخالد العطر الشذا ... يهدي حديث مكارم الاخلاق والرغبة من مقامكم الرفيع الجناب، أن يمكنها من حسن المناب، فتحظى بحلول ساحته، ثم بلثم راحته، ثم بالإصغاء، ولا مزيد للابتغاء، إلى أن ترتفع الوساطة وتغني عن التركيب البساطة، وينسى الأثر بالعين، ويحسن الدهر قضاء الدين، ونسأل الذي أغرى بها القريحة، ولم يجعل الباعث إلا المحبة الصريحة، أن يبقي تلك المثابة زيناً للزمان، وذخراً مكنوفاً باليمن والأمان، مظللاً برحمة الرحمن، بفضله وكرمه؛ انتهى.

١٣ - ومما كتب به لسان الدين رحمه الله تعالى إلى الشيخ الرئيس الخطيب شيخه أبي عبد الله مرزوق رحمه الله تعالى حين كانت أزمة أمر المغرب بيده أيام السلطان أبي سالم ابن السلطان أبي الحسن المريني رحم الله تعالى الجميع، ما صورته:

سيدي بل ما لكي بل شافعي، ومنتشلي (١) من الهفوة ورافعي، وعاصمي عند تجويد حروف الصنائع ونافعي، الذي بجاهه أجزلت المنازل قراي، وفضلت أولاي والمنة لله تعالى أخراي، وأصبحت وقول الحسن (٢) هجيراي:

علقت بحبل من حبال محمد ... أمنت به من طارق الحدثان

تغطيت من دهري بظل جناحه ... فعيني أرى دهري وليس يراني

فلو تسأل الأيام ما اسمي ما درت ... وأين مكاني ما عرفن نكاني وصلت مكناسة حرسها الله تعالى حداني حدونداك، سحائب لولا الخصال المبرة قلت: يداك (٣) ، وكان الوطن لاغتباطه بجواري، أوما رآه من انتياب زواري،


(١) ق: ومنشلي.
(٢) يعني أبا نواس، والأبيات في ديوانه: ٩٧.
(٣) ق: قبلت يداك؛ فاقتضى التصويب، والمبرة: الزائدة على خصال السحائب هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>