للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأنه، وجهاته محفوفة ... بالآس والنعمان، خد معذر

نهر يهيم بحسنه من لم يهم ... ويجيد فيه الشعر من لم يشعر

ما اصفر وجه الشمس عند غروبها ... إلا لفرقة حسن ذاك المنظر ولا خفاء ببراعة هذا الشعر (١) ، وقال منها:

أرأت جفونك مثله من منظر ... ظل وشمس مثل خد معذر

وجداول كأرقم حصباؤها ... كبطونها وحبابها كالأظهر وهذا تتميم عجيب لما يسبق إليه، ثم قال منها:

وقرارة كالعشر بين خميلة ... سالت مذانبها بها كالأسطر

فكأنها مشكولة بمصندل ... من يانع الأزهار أو بمعصفر

أمل بلغناه بهضب حديقة ... قد طرزته يد الغمام الممطر

فكأنه والزهر تاج فوقه ... ملك تجلى في بساط أخضر

راق النواظر منه رائق منظر ... يصف النضارة عن جنان الكوثر

كم قاد خاطر خاطر مستوفز ... وكم استفز جماله من مبصر

لو لاح لي فيما تقادم لم أقل ... عرج بمنعرج الكثيب الأعفر قال أبو الحسن الرعيني: وأنشدني لنفسه (٢) :

وعشية كانت قنيصة فتية ... ألفوا من الأدب الصريح شيوخا

فكأنما العنقاء قد نصبوا لها ... من الانحناء إلى الوقوع فخوخا

شملتهم آدابهم فتجاذبوا ... سر السرور محدثاً ومصيخا

والورق تقرأ سورة الطرب التي ... ينسيك منها ناسخ منسوخا


(١) الإحاطة: النظم.
(٢) لا يزال النقل عن الإحاطة مستمرا، وانظر أيضا برنامج الرعيني.

<<  <  ج: ص:  >  >>