للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- فهم يومنون بالله.

- ويؤمنون بالوسيط من العالم العلوي مثل: النيرات الشفافية نورها وروحانيتها، فهم يقدسونها دون العبادة.

- ينكرون: أن النبوة تجامع البشرية.

وهؤلاء هم الذين قال فيهم أبو حنيفة: إنهم ليسوا بعبدة أوثان إنما يعظمون النجوم كما تعظم الكعبة، وقول أبي حنيفة: يلقى مزيدا من الفهم للوسيط حيث يجعل تعظيمهم للنجوم ليس تعظيم عبادة إنما تعظيم تقديس كما تعظم الكعبة.

لكن ابن كثير قال: اختار الرازي أن الصابئين قوم يعبدون الكواكب بمعنى أن الله جعلها قبلة للعبادة والدعاء، أو بمعنى أن الله فوض لها تدبير أمر هذا العالم.

ثم قال: وهذا القول المنسوب إلى الحرانانيين الذين جاءهم إبراهيم رادًّا عليهم ومبطلا لقولهم.

قال ابن كثير: قال القرطبي: والذي تحصل من مذهبهم فيما ذكر بعض العلماء: أنهم موحدون ويعتقدون تأثير النجوم وأنها فاعلة، ويبدو أن ما اختاره الرازي وما حصله القرطبي متعلق بنوع معين هم الكلدانيون١.

وما قاله أبو حنيفة يصدق على أتباع "هرمس".

ويرجع تقديسهم الكواكب لما يقررونه عن "روحانية الوسيط" فلما وجدوا في النيرات ونورها شفافية الروحانيات قدسوها، كما نقدس الكعبة أو كما نقدس الرسل تقدسا دون العبادة٢.


١ يطلق على أنصار العبادات التنجيمية اسم عام وهو الكلدانيون ويشمل المذهب الكلداني مجموعة من المعارف المختلطة نوعا ما.
وأولها وأهمها: كشف الغيب بواسطة النجوم، وخاصة التنبؤ على أساس تاريخ الميلاد فالكلدانيون مجرد قراء طوالع وأطلق عليهم هذا الاسم بحكم وظيفتهم لا بحكم أصلهم.
٢ قال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط "١/ ٥٣٩": وقيل: قوم يعبدون الكواكب ثم لهم قولان:
أحدهما: أن الله هو خالق العالم إلا أنه أمر بتعظيم الكواكب واتخاذها قبلة للصلاة والتعظيم والدعاء.
والثاني: أنه تعالى خالق الأفلاك والكواكب، ثم إن الكواكب هي المدبرة لما في هذا العالم من الخير والشر والصحة والمرض. فيجب على البشر تعظيمها؛ لأنها هي الآلهة المدبرة لهذا العالم، ثم أنها تعبد الله وهذا المذهب هو المنسوب للذين جاءهم إبراهيم عليه السلام رادا عليهم. البحر المحيط: "أثير الدين عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن حيان الأندلسي الغرناطي الجبائي الشهير بأبي حيان المولود في ٦٥٤ والمتوفَّى بالقاهرة ٧٤٥هـ.

<<  <   >  >>