للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} ١ وهذا في النثر وحال السعة صعب٢ جدًّا٣، ولا سيما والمفصول به مفعول لا ظرف.

ومنه بيت الأعشى:

إلا بداهة أو علا ... لة قارح نهد الجزاره٤

ومذهب٥ سيبويه فيه الفصل بين "بداهة" و"قارح"؛ وهذا أمثل عندنا من مذهب غيره فيه؛ لما قدمنا٦ في غير هذا الموضع. وحكى الفراء عنهم: برئت إليك من خمسة وعشري النخاسين, وحكى أيضًا: قطع الله الغداة يد ورجل من قاله, ومنه قولهم: هو خير وأفضل من ثَمْ, وقوله ٧:

يا من رأى عارضًا أرقت له ... بين ذراعي وجبهة الأسد

فإن قيل: لو كان الآخر مجرورًا بالأول لكنت بين أمرين.


١ آية ١٣٧ سورة الأنعام.
٢ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "ضعف", وظاهر أنه محرَّف عن "ضعيف".
٣ سقط في د، هـ، ز.
٤ هذا من قصيدة له يذكر فيها بأس قومه، وقبل البيت على ما في اللسان "جزر" والكتاب ١/ ٧٦:
ولا نقاتل بالعص ... ي ولانرامي بالحجارة
والقارح من الخيل الذي أكل خمس سنين، وبداهته: أول جريه، وعلالته: بقية جريه, يريد أن قتالهم ليس بالعصي وليس بالحجارة، إنما هو الخيل يمتطيها الفوارس بالسلاح. ووقع هنا تقديم "بداهة" على "علالة", والواقع في الديوان وغيره عكس هذا الترتيب؛ كما وقع السابق على الشاهد على غير ما ذكرت. وانظر الخزانة ١/ ٨٣، والصبح المنير ١١٤، والكتاب ١/ ٧٦.
٥ كذا في ش، ط. وفي د، هـ، ز: "فذهب".
٦ كذا في ش وي د، هـ، ز: "ذكرنا". وفي ط: "قد ذكرنا".
٧ ينسب إلى الفرزدق, ولا يوجد في ديوانه قصيدة هذا البيت. والعارض: السحاب يعترض في الأفق. وذراعا الأسد وجبتهه من منازل القمر، ينسب إليهما المطر. انظر الخزانة ١/ ٣٦٩، والديواني ١/ ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>