للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما يدلك على لطف القوم ورقتهم مع تبذلهم وبذاذة ظواهرهم؛ مدحهم بالسباطة والرشاقة، وذمهم بضدها من الغلظة والغباوة١، ألا ترى إلى قولها٢:

فتى قد قد السيف لا متآزف ... ولا رهل لباته وبآدله

وقول جميل في خبر٣ له:

وقد رابني من جعفر أن جعفرًا ... يبث هوى ليلى ويشكو هوى جمل

فلو كنت عذري الصبابة لم تكن ... بطينًا وأنساك الهوى كثرة الأكل

وقول عمر:

قليلًا على ظهر المطية ظله ... سوى ما نفى عنه الرداء المحبر٤

وإلى الأبيات المحفوظة في ذلك وهي قوله ٥:

ولقد سريت على الظلام بمغشم ... جلد من الفتيان غير مثقل

وأظن هذا الموضع لو جمع لجاء مجلدًا عظيمًا.


١ في ش: "القساوة".
٢ يريد زينب أخت يزيد بن الطثرية -بفتح الطاء والمثلثة- من كلمة هلا ترثيه بها، ويقال: البيت للعجير السلولي، يرثي رجلا من بني عمه, وهو في الحماسة في شعر العجير ببعض تغيير، والمتآزف من الرجال: القصير، أو الضعيف الجبان، وضبط في أ، ب، متآزف على متفعل. وهو خطأ. وانظر في المرئية الأمالي ٩٩/ ٢.
٣ وهو أنه أضاف رجلا وقدم له طعامًا شهيًّا، فجعل الرجل يحدث جميلا عن بنت عم له يحبها ويأكل حتى أتى على الطعام، فقال هذا الشعر، وقد أورد القالي في الذيل ٢٠٧ البيتين ببعض تغيير من غير عزو. وانظر السمط ٩٦ وأورد في الكامل ٩١-٦: "وأنشدت لأعرابي":
وقد رابني من زهدم أن زهدما ... يشد على خبزي ويبكي على جمل
فلو كنت عذري العلاقة لم تكن ... سمينا وأنساك الهوى كثرة الأكل
٤ من قصيدته التي مطلعها:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائج فمهجو
وقوله: "قليلا" كذا في ج، والأغاني ١/ ٨٢ طبعة الدار، وفي سائر الأصول: "قليل"، هو وصف لـ"رجلا" في البيت قبله، وهو:
رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأما بالعشي فيحضر
٥ يريد أبا كبير الهذلي، والبيت من قصيدة له في الحماسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>