للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أنوق" إلى "أونق", ومن "أونق" تقديرًا إلى "أينق"؛ لأنها كما أُعِلَّت بالقلب كذا أعلّت بالإبدال فصارت أينقا. وكذلك صارت توهورة "إلى تيهورة"١.

وإن شئت جعلتها من الياء لا من الواو, فقد حكى أبو الحسن عنهم: هار الجرف يهير, ولا تحمله على طاح يطيح, وتاه يتيه, في قول الخليل لقلة ذلك؛ ولأنهم قد قالوا أيضًا: تهير الجرف في معنى تهور, وحمله على تفعّل أولى من حمله على تَفَيْعَل كتحيز٢. فإذا كانت "تيهورة" من الياء على هذا القول فأصلها تهيورة, ثم قدمت العين التي هي الياء على الفاء فصار تيهورة. وهذا القول٣ إنما فيه التقديم من غير إبدال. وإنما قدمنا القول الأول وإن كانت كلفة الصنعة فيه أكثر؛ لأنَّ كون عين هذه الكلمة هذه الكلمة واوًا في اللغة أكثر من كونها ياء.

ويجوز فيه عندي وجه ثالث, وهو أن يكون في الأصل "يفعولة" كيعسوبٍ ويربوعٍ, فيكون أصلها "يهوورة", ثم قدمت العين إلى صدر الكلمة فصارت "ويهورة: عيفولة", ثم أبدلت الواو التي هي عين مقدمة تاء على ما مضى فصارت "تيهورة".

ودعانا إلى اعتقاد القلب والتحريف في هذه الكلمة المعنى المتقاضيته٤ هي. وذلك أن الرمل مما ينهار ويتهور ويهور ويهير ويتهير.

فإن كسّرت هذه الكلمة أقررت تغييرها "عليها"٥ كما أنّ "أينقا" لما كسرتها العرب أقرتها على تغييرها٦ فقالت: أيانق, فقياس هذا أن تقول في تكسير "تيهورة"


١ كذا في أ. وسقط في ش، ب.
٢ كذا في ج، وفي أ، ب، ش: كتحير. والصواب ما أثبت. يريد أن يحيز من الحوز, فهي تفيعل أصلها تجوَّز فحصل قلب، ولو كانت تفعّل لقيل تحوز, أما تحير فهي من الحيرة فهي تفعل. انظر لتحيز سيبويه ٢/ ٣٧٢.
٣ كذا في أ. وفي ش، ب: "التحوّل".
٤ كذا في أ، ب وفي ش: "المتقاضية".
٥ كذا في ش، ب. وسقط في أ.
٦ كذا في أ. وفي سائر الأصول: "حالها في التغيير.

<<  <  ج: ص:  >  >>