للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن قلت قافية بكرًا يكون بها ... بيت خلاف الذي قاسوه أو ذرعوا

قالوا لحنت وهذا ليس منتصبًا ... وذاك خفض وهذا ليس يرتفع

وحرضوا بين عبد الله من حمق ... وبين زيد فطال الضرب والوجع

كم بين قوم قد احتالوا لمنطقهم ... وبين قوم على إعرابهم طبعوا

ما كل قولي مشروحًا لكم فخذوا ... ما تعرفون وما لم تعرفوا فدعوا

لأن أرضي أرض لا تشب بها ... نار المجوس ولا تبنى بها البيع

والخبر المشهور في هذا للنابغة وقد عيب عليه قوله في الدالية المجرورة:

وبذاك خبرنا الغراب الأسود

فلما لم يفهمه أتى بمغنية فغنته:

من آل مية رائح أو مغتد ... عجلان ذا زاد وغير مزود

ومدت الوصل وأشبعته ثم قالت:

وبذاك خبرنا الغراب الأسود

ومطلت واو الوصل فلما أحسه عرفه واعتذر منه وغيره -فيما يقال- إلى قوله:

وبذاك تنعاب الغراب الأسود

وقال دخلت يثرب وفي شعري صنعة ثم خرجت منها وأنا أشعر العرب. كذا الرواية. وأما أبو الحسن فكان يرى ويعتقد أن العرب لا تستنكر الإقواء.

ويقول: قلت قصيدة إلا وفيها الإقواء. ويعتل لذلك بأن يقول: إن كل بيت منها شعر قائم برأسه. وهذا الاعتلال منه يضعف ويقبح التضمين في الشعر. وأنشدنا أبو عبد الله الشجري يومًا لنفسه شعرًا مرفوعًا وهو قوله:

نظرت بسنجار كنظرة ذي هوى ... رأى وطنًا فانهل بالماء غالبه

<<  <  ج: ص:  >  >>