للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل زيادة على ما مضى: إذا كان موضع زيادة الفعل أوله؛ بما قدمته, وبدلالة اجتماع ثلاث زوائد فيه, نحو استفعل؛ وباب زيادة الاسم آخرًا بدلالة اجتماع ثلاث زوائد فيه؛ نحو عِنظيان١ وخِنذيان٢، وخُنزوان٣، وعُنفوان، فما بالهم جعلوا الميم -وهي من زوائد الأسماء- مخصوصًا بها أول المثال نحو مفعل ومفعول ومِفعال ومُفعِل وذلك الباب على طوله؟

قيل: لما جاءت لمعنى ضارعت بذلك حروف المضارعة فقدمت وجعل ذلك عوضًا من غلبة زيادة الفعل على أول الجزء كما جعل قلب الياء واوًا في التقوى والبقوى عوضًا من كثرة دخول الواو على الياء. وعلى الجملة فالاسم أحمل للزيادة في آخره من الفعل وذلك لقوة الاسم وخفته فاحتمل سحب الزيادة من آخره. والفعل -لضعفه وثقله- لا يتحامل بما يتحامل به الاسم من ذلك لقوته. ويدلك على ثقل الزيادة في آخر الكلمة أنك لا تجد في ذوات الخمسة ما زيد٤ فيه٥ من آخره إلا الألف لخفتها وذلك قبعثرى٦ وضبغطرى٧ وإنما ذلك لطول ذوات الخمسة فلا ينتهي٨ إلى آخرها إلا وقد ملت لطولها. فلم يجمعوا على آخرها تماديه وتحميله الزيادة عليه. فإنما زيادتها في حشوها؛ نحو عضرفوط٩، وقرطبوس١٠، ويستعور١١، وصهصليق١٢، وجعفليق١٣، وعندليب، وحنبريت ١٤. وذلك أنهم لما أرادوا ألا يخلوا ذوات الخمسة


١ كذا في أ، ب. وفي ش: "غنظيان"، وهما البذيء الفحاش.
٢ هو الكثير الشر.
٣ هو الكبر.
٤ كذا في ج. وفي أ، ب، ش: "زيدت".
٥ كذا في أ. وفي ش، ب: "عليه".
٦ هو الجمل الضخم.
٧ هو الأحمق.
٨ كذا في أ. وفي ش، ب: "تنتهي".
٩ هو دويبة بيضاء ناعمة تشبه بها أصابع الجواري.
١٠ القرطبوس -بفتح القاف- الداهية، وبكسرها الناقة العظيمة الشديدة.
١١ هو شجر تصنع منه المساويك، وقيل هو موضع.
١٢ هي العجوز الصخابة.
١٣ هي العظيمة من النساء.
١٤ يقال ماء حنبريت: خالص.

<<  <  ج: ص:  >  >>