للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له زوائد غيرها؛ ألا ترى أن المضارع مبناه على أن ينتظم جميع حروف الماضي من أصل أو زائد كبيطر ويبيطر وحوقل ويحوقل وجهور ويجهور وسلقى ويسلقي وقطع ويقطع، و"تكسر ويتكسر"١ وضارب ويضارب.

فأما أكرم يكرم فلولا ما كره من التقاء الهمزتين في أؤكرم لو جيء به على أصله للزم أن يؤتى بزيادته فيه كما جيء بالزيادة في نحو يتدحرج وينطلق. وأما همزة انطلق فإنما حذفت في ينطلق للاستغناء عنها بل قد كانت في حال ثباتها في حكم الساقط أصلًا فهذا واضح.

ولأجل ما قلناه: من أن الحرف المفرد في أول الكلمة لا يكون للإلحاق ما حمل أصحابنا تهلل٢ على أن ظهور تضعيفه إنما جاز لأنه عَلَم والأعلام تغير كثيرًا. ومثله عندهم٣ محبب لما ذكرناه.

وسألت يومًا أبا علي -رحمه الله- عن تجفاف ٤: أتاؤه للإلحاق بباب قرطاس؟ فقال: نعم واحتج في ذلك بما انضاف إليها من زيادة الألف معها. فعلى هذا يجوز أن يكون ما جاء عنهم من باب أُملود٥ وأُظفور ملحقًا بباب عُسلوج٦ ودُملوج٧، وأن يكون إطريح٨ وإسليح٩ ملحقًا بباب شِنظيز١٠ وخنزير. ويبعد هذا عندي لأنه يلزم منه أن


١ كذا في أ. وفي ش، ب: "كسر ويكسر". ويلاحظ أن الراو بين الفعلين في هذا وما بعده ساقطة في أ.
٢ بالتاء والثاء قرية بالريف. وفي معجم البكري، والقاموس أن ثهلل -بالمثلثة- موضع قريب من سيف كاظمة، وكاظمة ماء في الطريق بين البصرة ومكة: وما أثبت أولا هو ما في معجم البلدان لياقوت.
٣ كذا في أ. وفي ش، ب: "عنده". وما أثبت هو الصواب.
٤ هو ما يوضع على الخيل من الحديد وغيره في الحرب؛ ليقيها الجراح.
٥ يقال: غصن أملود: ناعم لين.
٦ العسلوج: ما اخضر ولان من القضبان.
٧ الدملوج من الحلي ما يلبسه العضد.
٨ كأن الأصل: باب الريح: على نسق ما قبله، وبذلك يتوجه إفراد الخبر، وفي ج: "ملحقين"، ويقال سنام إطريح إذا طال ثم مال في أحد شقيه.
٩ الإسليح شجرة ترهاها الإبل فيغزر لبنها.
١٠ الشنظيز: السيء الخلق، والسخيف العقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>