للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دليل على إرادة اللام١ في التقطته، وإن هذه الضاد بدل من تلك اللام؛ كما أن لام الطجع بدل من ضاد اضطجع: هذا هنا كذلك ثمة.

ونحو من ذلك ما حكاه صاحب الكتاب من قولهم: لا أكلمك حيرى٢ دهرٍ، بإسكان الياء في الكلام وعن غير ضرورة من الشعر. وذلك أنه أراد: حيرى دهر -أى امتداد الدهر، وهو من الحيرة؛ لأنها مؤذنة بالوقوف والمطاولة- فحذف الياء الأخيرة٣، وبقيت الياء الأولى على سكونها، وجعل بقاؤها ساكنة على الحال التي كانت عليها قبل حذف الأخرى من بعدها دليلا على إرادة هذا المعنى فيها وأنها ليست مبنية على التخفيف في أول أمرها إذ لو كانت كذلك لوجب تحريكها بالفتح فيقال: لا أكلمك حيرى دهر كقولك: مدة الدهر "وأبد الأبد ويد المسند"٤ و:

بقاء الوحى في الصم الصلاب

ونحو ذلك. وهذا يدل على أن المحذوف من الياءين في قوله:

بكى بعينك واكف القطر ... ابن الحوارى العالى الذكر٥

إنما هو الياء الثانية في الحوارى، كما أن المحذوف من حيرى دهر، إنما هو الثانية في حيرى. فاعرفه.

ومثله إنشاد أبي الحسن:

ارهن بنيك عنهم أرهن بنى


١ في ش: "الثاء".
٢ أي طول الدهر. وقد جاء فيه فتح الحاء وكسرها.
٣ في ط: "الآخرة".
٤ سقط ما بين القوسين في ش.
٥ الحواري: هو الزبير بن العوام حواري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي خاصته وناصره، وابنه عبد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>