للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطريق ذلك أن هذه اللغة أكثرها جارٍ على المجاز، وقلما يخرج الشيء منها على الحقيقة. وقد قدمنا ذكر ذلك في كتابنا هذا وفي غيره. فلما كانت كذلك، وكان القوم الذين خوطبوا بها أعرف الناس بسعة مذاهبها وانتشار، أنحائها جرى خطابهم بها مجرى ما يألفونه ويعتادونه منها وفهموا أغراض المخاطب لهم بها على حسب عرفهم وعادتهم في استعمالها. وذلك أهم يقولن: هذا الأمر يصغر في جنب هذا أي بالإضافة إليه و"قرنه به"١. فكذلك٢ قوله تعالى: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} ٣ "أي فيما بيني وبين الله"٤ إذا أضفت تفريطي إلى أمره لي ونهيه أياي. وإذا كان أصله اتساعًا جرى بعضه مجرى بعض. وكذلك٥ قوله -صلى اله عليه وسلم: كل الصيد في جنب الفرأ، "وجوف الفرأ"٦، أي "كأنه يصغر"٧ بالإضافة إليه٨ وإذا قيس به.

وكذلك قوله -سبحانه: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} ٩، إنما هو الاتجاه "إلى الله"١٠، ألا ترى إلى بيت الكتاب:

أستغفر الله ذنبا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل١١


١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "قربه منه".
٢ كذا في د، هـ، ز، وفي ط: "وكذا". وفي ش: "فذلك".
٣ آية ٣٩ سورة الزمر.
٤ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.
٥ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "نحوه"، وهذا قاله -صلى الله عليه وسلم- لأبي سفيان وكان استأذن عليه -صلى الله عليه وسلم- فأخر الإذن له، فلما دخل عليه طيب نفسه بهذه المقالة. ولفظ الحديث: "يا أبا سفيان أنت كما قال القائل: كل الصيد في جوف الفرأ". والفرأ: حمار الوحش.
٦ سقط ما بين القوسين في ز.
٧ سقط ما بي القوسين في ش.
٨ سقط حرف العطف في ش.
٩ آية ١١٥ سورة البقرة.
١٠ سقط ما بين القوسين في ش.
١١ ورد في الكتاب ١/ ١٧ غير معزو.

<<  <  ج: ص:  >  >>