للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا استكرهوا في الشعر لإقامة الوزن خلطوا فيه قال:

بسحبل الدفين عيسجور

أراد سبحلا، فغير كما ترى. وله نظائر قد ذكرت في باب١ التحريف.

وقرعبلانة كأنها٢ قرعبل، ولا اعتداد بالألف والنون وما بعدهما. ويدلك على إقلالهم الحفل بهما٣، ادغامهم الإمدان٤؛ كما يدغم أفعل من المضاعف؛ نحو أرد وأشد، ولو كانت الألف والنون معتدة لخرج بهما المثال عن وزن الفعل فوجب إظهاره، كما يظهر ما٥ "خرج عن مثاله، نحو حضض٦، وسُرر٧، وسَرر٧. وعلى أن هذه اللفظة" لم تسمع إلا من كتاب العين. وهي -فيما ذكر- دويبة. وفيه وجه آخر. وهو أن الألف والنون قد عاقبتا تاء التأنيث وجرتا مجراها. وذلك في "حذفهم لهما"٨ عند إرادة الجمع كما تحذف٩؛ ألا تراهم قالوا في استخلاص الواحد من الجمع بالهاء وذلك شعير وشعيرة وتمر وتمرة وبط وبطة، وسفرجل وسفرجلة. فكذلك انتزعوا الواحد من الجمع بالألف والنون أيضًا. وذلك قولهم: إنس، فإذا أرادوا الواحد قالوا: إنسان، وظرب، فإذا أراد الواحد قالوا: ظربان قال١٠:

قبحتم يا ظربا مجحره


١ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "فصل". وانظر ص٤٣٨ من الجزء الثاني.
٢ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "كأنه".
٣ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "بها".
٤ كذا في ش، وهو الماء الملح، وفي ز، ط: "الأمران" وهو تثنية الأمر.
٥ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.
٦ من معانيه دراء يتخذ من أبوال الإبل.
٧ هو ما على الكمأة من القشور والطين.
٨ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "حذفهما".
٩ كذا في ش، ط، ط، وفي د، هـ، ز: "يحذف".
١٠ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "أنشدنا" ولم أقف لهذا الشطر على تكملة وقوله "مجحرة" أي تدخل الضب وتحره الجحر من خبث قبائها، وفي ز، ط: "محجرة" بتقديم الحاء على الجيم

<<  <  ج: ص:  >  >>