للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: هذا أمر يخص تاء التأنيث، رغبة في الكسرة الدالة على التأنيث. وأيضًا فإن التاء آخر الكلمة، والهاء زائدة١ من بعدها، ليست منها. وكذلك القول في ادعه٢، واغزه، ألا ترى "أن الهاء زائدة"٣ من بعد الكلمة. وعلى أنه قد يجوز أن تكون الكسرة فيهما٤ إنما هي على حد قولك: ادع واغز، ثم لحقت الهاء. ونحوه ما أنشده أبو سهل أحمد بن زياد القطان٥:

كأن ريح دبرات خمس ... وظربانا بينهن يفسى

ريح ثناياها بعيد النعس٦

أراد: يفسو، ثم حذف الواو استخفافا، وأسكن السين، والفاء قبلها ساكنة، فكسر السين لالتقائهما، ثم أشبع للإطلاق فقال: يفسى. فاعرف ذلك.

وأما هزنبزان٧ وعفزران فقد ذكرا في بعض نسخ الكتاب. والهزنبزان السيء الخلق، قال:

لقد منيت بهزنبران ... لقد نسيت غفل الزمان٨


١ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "زيادة".
٢ أي بكسر العين، ويقول سيبويه في الكتاب ٢/ ٢٧٨: "وزعم أبو الخطاب أن ناسا من العرب يقولون: ادعه من دعوت، فيكسرون العين، كأنها لما كانت في موضع الجزم توهموا أنها ساكنة؛ إذ كانت آخر شيء في الكلمة في موضع الجزم"، فكسروا حيث كانت الدال ساكنة لأنه لا يلتقي ساكنان".
٣ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "أنها زيادة"، وفي ط: "الهاء زيادة".
٤ كذا في د، هـ، ز، ط، وفي ش: "فيها" يريد الكسرة في ادعه وأعزه، يريد في هذا الوجه أنك قدرت سكون العين للوقف فالتفت ساكنة مع الفاء، فحركت العين للساكنين، ثم ألحقته الهاء، فبقي الكسر للعين، وهذا غير الوجه الأول، فإنه يراعى في الساكنين العين والهاء، وترى هذا الوجه الثاني هو ما في الكتاب، على ما سلف لك.
٥ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "أنشدناه" والقطان هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد وكانت وفاته سنة ٣٥٠ كما في النجوم الزاهرة ٣/ ٣٢٨.
٦ كأنه يريد بالديرات نياقا دبر ظهرها، والدير فرح فيها، والظربان يضرب به المثل في الفساء، يهجو امرأة بخبث رائحتها، وقوله: "ظربانا" كذا وقد يكون "ظربانا" بالجر عطفا على "دبرات" أو بالرفع على أن الجملة حالية.
٧ كذا في ط، وبالزاي، وهذا يوافق تفسيره بالسيئ الخلق، وفي ش: "عزنبران" وهو عند صاحب القاموس تبعا للصاغاني: الكيس الحاد الرأس، وقد وهما الجوهري في تفسيره الكلمتين بالسيئ الخلق وانظر القاموس والتاج في "هزبر".
٨ يريد بغفل الزمان سعة العيش، كأن الزمان غفل عن إساءته وفي ز، ط: "عقل" وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>