للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء عكسه" وهو نيابة "ثم" عن "الفاء" كقوله: [من المتقارب]

٦٦٥-

................................ ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب

أي: فاضطرب، "وسيأتي" قريبًا، وإلى إفادة الفاء الترتيب والتعقيب أشار الناظم بقوله:

٥٤٥-

والفاء للترتيب باتصال ... .............................

"وتختص الفاء بأنها تعطف على الصلة ما١ لا يصح كونه صلة لخلوه٢ من العائد" على الموصول، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٥٤٦-

واخصص بفاء عطف ما ليس صله ... على الذي استقر أنه الصله

"نحو: اللذان يقومان فيغضب زيد أخواك" فـ"اللذان" مبتدأ، وهو اسم موصول، وجملة "يقومان" صلته، وجملة "يغضب زيد" معطوفة على جملة٣ "يقومان" الواقعة صلة. وكان القياس أن لا يصح العطف لخلوها عن ضمير يعود على الموصول، لأنها رفعت الظاهر، وهو زيد، ولكنها لما عطفت بالفاء صح ذلك، لأن ما في الفاء من معنى السببية أغنى عن الضمير، لأن الفاء تجعل ما بعدها مع ما قبلها في حكم جملة واحدة. لإشعارها بالسببية، فكأنك قلت: اللذان إن يقوما٤ فيغضب زيد أخواك، و"أخواك": خبر اللذان. "وعكسه" وهو أن الفاء تعطف ما يصح أن يكون صلة على ما لا يصلح أن يكون صلة، "نحو: الذي يقوم أخواك فيغضب هو زيد" فـ"الذي": متبدأ، و"يقوم أخواك": جملة فعلية، صلة "الذي"، وهي لا تصلح أن تكون صلة لخلوها عن ضمير عائد على الموصول، والذي سوغ ذلك عطف جملة "يغضب هو" عليها، لاشتمالها على العائد إلى الموصول، وهو الضمير المرفوع بـ"يغضب"، وإنما أبرز [الضمير] ٥ لأن الفعل كالوصف إذا جرى على غير من هو له ورفع٦ ضميرًا وجب إبرازه، وزيد: خبر الذي.


٦٦٥- قبل هذا البيت: "كهز الرديني تحت العجاج"، وهو لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص٢٩٢، والدرر ٢/ ٤٢٤، وشرح شواهد المغني ٣٥٨، والمقاصد النحوية ٤/ ١٣١، وبلا نسبة في الارتشاف ٢/ ٦٣٨، وأوضح المسالك ٣/ ٣٦٣، والجنى الداني ٤٢٧، وشرح ابن الناظم ص٣٧٤، وشرح الأشموني ٢/ ٤١٧، وشرح التسهيل ٣/ ٣٥٥، وهمع الهوامع ٢/ ١٣١.
١ في "ب": "بما".
٢ سقطت من "ب".
٣ في "ب": "جملته".
٤ في "ط": "يقومان".
٥ إضافة من "ب".
٦ في "ب": "ووقع".

<<  <  ج: ص:  >  >>