للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكسائي، وأما عند جمهور الكوفيين القائلين باسمتيهما فقال [ابن العلج] ١ في البسيط: ينبغي أن يكون المرفوع بعدهما تابعًا عندهم لـ: نعم، إما بدلا أو عطف بيان، ونعم اسم يراد به الممدوح، فكأنك قلت: الممدوح الرجل زيد، [هذا على الطريق الأولى أما على الثانية فواضح] ١.

"معرفين بـ"أل" الجنسية" على أحد القولين، أو العهدية على القول الآخر، ثم اختلف القائلون بالجنسية على قولين:

أحدهما: أنها للجنس حقيقة، فالجنس كله ممدوح أو مذموم، والمخصوص مندرج تحته، لأنه فرد من أفراده، ثم نص عليه الخاص بعد العام الشامل له ولغيره، ونسب إلى سيبويه٢، ورد بأدائه إلى التكاذب في نحو قولك: نعم الرجل زيد وبئس الرجل عمرو.

والثاني أنها للجنس مجازًا لأنك لم تقصد إلا مدح معين، ولكنك جعلته جميع الجنس مبالغة.

واختلف القائلون بالعهد على قولين أيضًا:

أحدهما: أنها لمعهود ذهني, فهي مشار بها إلى ما في الأذهان من حقيقة رجل، كما تقول: اشتر اللحم، ولا تريد الجنس ولا معهودًا تقدم.

والثاني: أنها للعهد في الشخص الممدوح، كأنك قلت: زيد نعم هو: قاله ابن ملكون والجواليقي، ومثالهما٣ نحو: {نِعْمَ الْعَبْدُ} [ص: ٤٤] "و: {بِئْسَ الشَّرَابُ} [الكهف: ٣٠] . "أو" معرفين "بالإضافة إلى ما قارنها" أي "أل" "نحو: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} [النحل: ٣٠] "و: {فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [النحل: ٢٩] .

"أو" معرفين بالإضافة "إلى مضاف لما قارنها، كقوله" وهو أبو طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم: [من الطويل]

٦١٣-

فنعم ابن أخت القوم غير مكذب ... زهير حسام مفرد من حمائل


١ إضافة من "ب".
٢ شرح التسهيل ٣/ ١٢١.
٣ سقطت من "ب".
٦١٣- البيت لأبي طالب في خزانة الأدب ٢/ ٧٢، والدرر ٢/ ٢٦٩، والمقاصد النحوية ٤/ ٥، وبلا نسبة في الارتشاف ٣/ ١٦، وأوضح المسالك ٣/ ٢٧٢، وشرح ابن الناظم ص٣٥، وشرح الأشموني ٢/ ٣٧١، وشرح التسهيل ٣/ ٩، وشرح الكافية الشافية ٢/ ١١٠٥، وهمع الهوامع ٢/ ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>