للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"ويجوز الوجهان" التأنيث والتذكير "في مسألتين:

إحداهما:" المؤنث الحقيقي الظاهر "المنفصل" من الفعل بفاصل، "كقوله" وهو جرير بن الخطفى يهجو الأخطل: [من الوافر]

٣٤٢-

"لقد ولد الأخيطل أم سوء" ... على باب استها صلب وشام

فترك التاء من "ولدت" جائز لوجود الفصل بالمفعول وهو الأخيطل بالتصغير، والصلب: بضم الصاد المهملة واللام جمع صليب النصارى، والشام جمع شامة، "وقولهم" أي: العرب: "حضر القاضي اليوم امراة"، فامرأة فاعل "حضر" وترك التاء للفصل بالمفعول وذكر الظرف قصدًا لحكاية الشاهد بتمامه. وإنما لم يجب التأنيث مع الفصل؛ لأن الفعل بعد عن الفاعل المؤنث، وضعفت العناية به، وصار الفصل كالعوض من تاء التأنيث، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

٢٣٢-

وقد يبيح الفصل ترك التاء في ... نحو أتى القاضي بنت الواقف

"والتأنيث أكثر" من التذكير لقوة جانبه، "إلا إن كان الفاصل" بين الفعل وفاعله المؤنث "إلا" الاستثنائية الإيجابية، "فالتأنيث خاص بالشعر، نص عليه الأخفش" وأوجب التذكير في الكلام، نحو: ما قام إلا هند؛ لأن ما بعد "إلا" ليس هو الفاعل في الحقيقة، وإنما هو بدل من فاعل مقدر قبل "إلا"، وذلك المقدر هو المستثنى منه وهو مذكر، ولذلك ذكر الفعل، والتقدير: ما

قام أحد إلا هند، "وأنشد" الأخفش "على التأنيث" في الشعر: [من الرجز]

٣٤٣-

"ما برئت من ريبة وذم ... في حربنا إلا بنات العم"

فـ"بنات العم" فاعل "برئت" وأنثه مع وجود الفصل بـ"إلا"، وجوزه ابن مالك في النثر" على قلة فقال١:

٢٣٣-

والحذف مع فصل بإلا فضلا ... كما زكا إلا فتاة ابن العلا


٣٤٢- البيت لجرير في ديوانه ص٢٨٣، وشرح شواهد الإيضاح ص٣٣٨، ٤٠٥، وشرح المفصل ٥/ ٩٢، ولسان العرب ١/ ٥٢٩، "صلب" والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦٨، وبلا نسبة في الإنصاف ١/ ١٧٥، وأوضح المسالك ٢/ ١١٢، وجواهر الأدب ص١١٣، والخصائص ٢/ ٤١٤، وشرح الأشموني ١/ ١٧٣، والمقتضب ٢/ ١٤٨، ٣/ ٣٤٩، والممتع في التصريف ١/ ٢١٨.
٣٤٣- الرجز بلا نسبة في الدرر ٢/ ٥٤٣، وشرح الأشموني ١/ ١٧٤، وشرح شذور الذهب ص١٧٦، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٧١، وهمع الهوامع ٢/ ١٧١.
١ شرح التسهيل ٢/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>