للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمام في النحو واللغة والصرف، وبخطه يضرب المثل جودة، طاف ديار ربيعة ومضر، وصنف "الصحاح" للأستاذ أبي منصور البيشكي١، وأسمعه من أوله إلى باب الضاد المعجمة، ثم اعتراه اختلاط وسواس واختباط حتى قيل: إنه قال: عملت في الدنيا شيئا لم أسبق إلى مثله، وسأعمل للآخرة مثله. ثم ضم إلى جنبه مصراعي باب، وشدهما بخيط، ونهض للطيران من سطح داره، فرمي بنفسه فمات سنة ٣٩٨ ٢.

وبقي "الصحاح" غير منقح، فنقحه أبو إسحاق صالح الوراق٣، وكان الغلط في النصف الأخير أكثر.

وله مصنفات غير الصحاح، وله قول في العروض، وهو ابن أخت أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي٤. ومن شعره.


١ ترجم له ياقوت في معجم الأدباء ٦/ ١٦٣ خلال ترجمة الفارابي فقال نقلا عن عبد الغافر الفارسي: "هو عبد الرحيم بن محمد البيشكي، الأستاذ الإمام أبو منصور بن أبي القاسم، الأديب الواعظ الأصولي، من أركان أصحاب أبي عبد الله يعني الحاكم بن عبد الله بن البيع له المدرسة والأصحاب والأوقاف والأسباب والتدريس والمناظرة والنشر والنظم. توفي مترديا من سطح دار بنيسابور في شهور سنة ٣٩٨". وفي "ب": "مات سنة ٣٨٨" ولعله تصحيف.
٢ قال ياقوت: "وبحثت عن مولده ووفاته بحثا شافعيا وسألت عنهما الواردين من نيسابور فلم أجد مخبرا عن ذلك ... " وقد رأيت نسخة من "الصحاح" عند الملك المعظم "ابن العادل بن أيوب صاحب دمشق" بخط الجوهري، وقد كتبها سنة ٣٩٦. كما ذكر رواية أخرى هي سنة ٣٨٦ كما نقل عن ابن فضل الله العمري في "مسائل الأبصار" أنه مات سنة ٣٩٣ وقيل في حدود الأربعمائة. وقال القفطي في إنباه الرواة ١/ ١٩٤: "رأيت فيما رأيته أنه مات في حدود سنة أربعمائة. وقيل إنه مات مترديا".
٣ تلميذ الجوهري، وصاحب أدب وشعر.
٤ أديب، غزير مادة العلم، انتقل إلى اليمن وأقام في زبيد، وصنف "ديوان الأدب" في ميزان اللغة ومعيار الكلام. توفي نحو سنة ٣٥٠ الأعلام ١/ ٢٨٤.

<<  <   >  >>