للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى نافع أن ابن عمر كان يحيي بين الظهر والعصر١.

وروى هشام الدستوائي، عن القاسم بن أبي بزة: أن ابن عمر قرأ فبلغ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: ٦] فبكى حتى خر، وامتنع عن قراءة ما بعدها٢.

وروى معمر، عن أيوب، عن نافع أو غيره: أن رجلًا قال لابن عمر: يا خير الناس، أو ابنَ خير الناس. فقال: "ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه"٣.

وروى الذهبي في السير، وأبو نعيم في الحلية، وابن سعد في الطبقات بسند صحيح عن عروة يقول: خطبت إلى ابن عمر ابنته ونحن في الطواف، فسكت ولم يجبني بكلمة، فقلت: لو رضي لأجابني، والله لا أراجعه بكلمة. فقُدِّر له أنه صدر إلى المدينة قبلي، ثم قدمت فدخلت مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسلمت عليه، وأديب إليه حقه، فرحب بي وقال: متى قدِمتَ؟ قلت: الآن، فقال: كنتَ ذكرت لي سودة ونحن في الطواف، نتخايل الله بين أعيننا، وكنت قادرًا أن تلقاني في غير ذلك الموطن، فقلتُ: كان أمرًا قُدِّر، قال: فما رأيك اليوم؟ قلت: أحرص ما كنت عليه قط، فدعا ابنيه: سالمًا وعبد الله وزوَّجني٤.

وروى عبد الرزاق، وأبو نعيم، والبيهقي، والذهبي بسند صحيح عن مجاهد قال: ما رأيت ابن عمر زاحم على الحجر قط، ولقد رأيته مرة زاحم حتى رثم أنفه وابتدر منخراه دمًا٥.


١ الحلية "١/ ٣٠٣"، سير أعلام النبلاء "١/ ٢٣٥".
٢ سير أعلام النبلاء "٣/ ٢٣٥، ٢٣٦".
٣ المصدر السابق "٣/ ٢٣٦"، الحلية "١/ ٣٠٧" بسند صحيح.
٤ سير أعلام النبلاء "٣/ ٢٣٦، ٢٣٧"، الحلية "١/ ٣٠٩"، الطبقات "٤/ ١٦٧، ١٦٨".
٥ المصنف لعبد الرزاق رقم "٨٩٠٤"، الحلية "١/ ٣٠٨"، السنن الكبرى للبيهقي "٥/ ٨١"، سير أعلام النبلاء "٣/ ٢٣٦".

<<  <   >  >>