أخرج ابن العربى فى (المحاضرة الأبرار)
حدثنا عبد الرحمن بن على، قال: ثنا عبد الوهاب بن جعفر بن أحمد بن عبد العزيز، بن الحسين الضراب، عن أبيه، عن أحمد بن مروان:
٢٠ - عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ، عَنِ الرِّيَاشِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، قَالَ: " خَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ يَوْمًا، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَوْضِعِ الْعِظَةِ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَهْلا، إِنَّكُمْ تَأْمُرُونَ وَلا تُؤْمَرُونَ، وَتَنْهَوْنَ وَلا تُنْهَوْنَ، أَفَنْقَتَدِي بِسِيرَتِكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ، أَمْ نُطِيعُ أَمْرَكُمْ بِأَلْسِنَتِكُمْ؟ فَإِنْ قُلْتُمْ: اقْتَدُوا بِسِيرَتِنَا، فَأَيْنَ وَكَيْفَ وَمَا الْحُجَّةُ؟ وَكَيْفَ الاقْتِدَاءُ بِسِيرَةِ الظَّلَمَةِ؟ وَإِنْ قُلْتُمْ: أَطِيعُوا أَمْرَنَا وَاقْبَلُوا نُصْحَنَا، فَكَيْفَ يَنْصَحُ غَيْرَهُ مَنْ يَغُشُّ نَفْسَهُ؟ وَإِنْ قُلْتُمْ: خُذُوا الْحِكْمَةَ مِنْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهَا، فَعَلامَ قَلَّدْنَاكُمْ أَزِمَّةَ أُمُورِنَا؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ فِينَا مَنْ هُوَ أَفْصَحُ مِنْكُمْ بِفُنُونِ الْعِظَاتِ، وَأَعْرَفُ بِوُجُوهِ اللُّغَاتِ، فَتَلَجْلَجُوا عَنْهَا، وَإِلا، فَأَطْلِقُوا عِقَالَهَا يَبْتَدِرُ إِلَيْهِ الَّذِينَ شَرَّدْتُمُوهُمْ فِي الْبُلْدَانِ إِنْ لَكُمْ قَائِمًا يَوْمًا لا يَعْدُوهُ، وَكِتَابًا بَعْدَهُ لا يَتْلُوهُ، لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute