للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثامنًا: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الآباء بأمر أولادهم بها في سن صغيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع) (١).

تاسعًا: أنها الفريضة الوحيدة التي أخذها رسول الله عن الله مباشرة في السماء من غير واسطة، وذلك ليلة المعراج، وأن الله فرضها أول مرة خمسين، ثم خففها إلى خمس؛ رحمة بخلقه، وهذا كله لعظم شأنها وشرفها عنده تعالى.

عاشراً: أنها آخر وصية أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمةَ حين ودّع الحياة والأحياء، فعن علي رضي الله عنه قال: (كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاةَ الصلاة .. ) (٢).

الحادي عشر: أنها أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله) (٣).

حياة الصلاة:

الصلاة في حقيقتها وفي الأثر الذي يُرجى منها لصلاح النفس باطنًا وظاهراً؛ ليست تلك الصلاة الجوفاء القائمة على حركات خاوية من الحقائق لا حياة فيها، بل حقيقة الصلاة وحياتها: أن تكون شاغلة بال المسلم بحيث يتعلق قلبه بها، ويشتاق إلى وقت أدائها، فإذا سمع المنادي لها طار فرحًا إليها، فإذا أقبل عليها أقبل إقبال المحب على حبيبه الذي غاب عنه، فإذا دخل فيها نسي الدنيا وأهلها، ووجد فيها راحته ولذته، وأُنسه وسعادته. وهو يحب أن لو استمر فيها مهما طالت؛ لما يجد فيها من النعيم واللذة. فإذا انفتل


(١) رواه أبو داود (١/ ١٨٥)، وهو حسن.
(٢) رواه أبو داود (٤/ ٥٠٤)، وابن ماجه (٢/ ٩٠٠)، وهو صحيح.
(٣) رواه الطبراني، المعجم الأوسط (٢/ ٢٤٠)، والترمذي (٢/ ٢٦٩)، والنسائي (١/ ٢٣٢)، وهو صحيح.

<<  <   >  >>