وقوله:(وإذا النفوس زوجت)[التكوير: ٧] تفسير الحسن أن تلحق كل شيعة شيعتها: اليهود باليهود، والنصارى بالنصارى، والمجوس بالمجوس، وكل من كان يعبد من دون الله شيئاً يلحق بعضهم ببعض، والمنافقون بالمنافقين، والمؤمنون بالمؤمنين. وقال عكرمة: المعنى تقرن بأجسادها، أي: ترد إليها، وقيل: يقرن الغاوي بمن أغواه من شيطان أو إنسان. يقرن المؤمنون بالحور العين، والكافرون بالشياطين.
وقوله:(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ)[التكوير: ٨] يعني بنات الجاهلية، كانوا يدفنوهن أحياء، لخصلتين: إحداهما: كانوا يقولون: إن الملائكة بنات الله، فألحقوا البنات به. الثانية: مخافة الحاجة والإملاق، وسؤال الموءودة على وجه التوبيخ لقاتلها، كما يقال للطفل إذا ضرب: لم ضربت؟ وما ذنبك؟ وقال الحسن: أراد الله أن يوبخ قاتلها، لأنها قتلت بغير ذنب. وبعضهم يقرأ: وإذا الموءودة سألت، تعلق الجارية بأبيها، فتقول: بأي ذنب قتلتني؟ وقيل: معنى سئلت، يسأل عنها كما قال:(إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)[الإسراء: ٣٤] .
وقوله:(وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ)[التكوير: ١١] قيل: معناه طويت، كما قال الله تعالى:(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)[الأنبياء: ١٠٤] ، أي: كطي الصحيفة على ما فيها، فاللام بمعنى (على) ، يقال: كشطت السقف، أي: قلعته، فكان