للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتجعل هذه الراية عند مؤخرته، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة " (١) .

وكلما كانت الغدرة كبيرة عظيمة كلما ارتفعت الراية التي يفضح بها في يوم الموقف العظيم، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة " (٢) ، وأمير العامة هو الحاكم أو الخليفة، وكانت غدرته كذلك لأن ضرره يتعدى إلى خلق كثير، ولأن الحاكم أو الوالي يملك القوة والسلطان فلا حاجة به إلى الغدر.

وقد جعل الله العقاب بهذا اللون من العقوبة على طريقة ما يعهده البشر ويفهمونه ألا ترى قول شاعرهم:

أسمي ويحك هل سمعت بغدرة ××× رفع اللواء لنا بها في المجمع

فكانت العرب ترفع للغادر لواء في المحافل ومواسم الحج، وكذلك يطاف بالجاني مع جنايته (٣) .

المطلب السادس

الغلول

الغلول هو الأخذ من الغنيمة على وجه الخفية، وهو ذنب يخفي تحته شيئاً من الطمع والأثرة، وقد توعد الله تبارك وتعالى الغال بفضحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، وذلك لتحميله ما غله في ذلك اليوم (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ


(١) صحيح مسلم: (٣/١٣٦١) ، ورقم الحديث: ١٧٣٨.
(٢) المصدر السابق.
(٣) التذكرة للقرطبي: ٢٩٧.

<<  <   >  >>