كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

ومحمد بن عبد الله بن الحسن معاصر لأبي الزناد ولاشك، لأن أبا الزناد مات سنة ثلاثين ومائة (١) ، أو إحدى وثلاثين ومائة (٢) ، وهو ابن ست وستين (٣) ، ومحمد بن عبد الله مات باتفاق المؤرخين سنة خمس وأربعين ومائة (٤) ، وهو ابن خمس وأربعين (٥) ، وقيل ثلاث وخمسين (٦) ، وعلى القول الأول يكون مولده سنة مائة، فيكون أدرك من حياة أبي الزناد ما يقارب الثلاثين سنة.

ومحمد مدني وكذلك أبوالزناد، ولكن ورد ما يدل على أنه كان يلزم البادية، ويحب الخلوة (٧) ، وفي هذا ما يجعل احتمال اللقاء بينهما موضع نظر.

٩ - محمد بن كعب القرظي. روى عن شبث بن ربعي. قال البخاري: (ولا نعلم لمحمد بن كعب سماعًا من شبث) (٨) .

محمد بن كعب ثقة بالاتفاق (٩) ، وقد عاصر شبث بن ربعي بلاشك، لأن ابن ربعي مات في حدود الثمانين (١٠) ، أو في حدود السبعين (١١) ، وهو مخضرم ممن أدرك الجاهلية، ومحمد بن كعب ولد سنة أربعين (١٢) ، ومات سنة

(١) طبقات خليفة (ص٢٥٩) ، وطبقات ابن سعد - جزء تابعي المدينة - (ص٣١٩) .
(٢) التاريخ الصغير للبخاري (٢/٢٧) ، مشاهير علماء الأمصار لابن حبان (ص١٣٥) .
(٣) طبقات ابن سعد (ص٣١٩-٣٢٠) .
(٤) انظر تاريخ خليفة (ص٤٢٣) ، وطبقات خليفة (ص٢٦٩) ، وطبقات ابن سعد - جزء تابعي المدينة - (ص٣٧٨) ، المعرفة والتاريخ للقسوي (١/١٢٦) ، وغير ذلك من كتب التاريخ والرجال.
(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٧/٢٩٥) ، والتهذيب (٩/٢٥٢) .
(٦) طبقات ابن سعد (ص٣٧٨) ، والتهذيب (٩/٢٥٢) .
(٧) طبقات ابن سعد (ص٣٧٤) .
(٨) التاريخ الكبير (٤/٢٦٦) .
(٩) انظر تهذيب التهذيب (٩/٤٢٠-٤٢٢) .
(١٠) التقريب (ص٢٦٣) .
(١١) الإصابة (٢/١٦٣) .
(١٢) التهذيب (٩/٤٢١) ، والتقريب (ص٥٠٤) .