وهو في ابن ماجة ١: ٢٢٣. وحنين الجذع من المعجزات الكونية الثابتة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتواتر القطيعي، خلافا لما يتوهمه الجاهلون أتباع أوربة، الذين يؤمنون، أو يتظاهرون بالإيمان بمعجزات الأنبياء السابقين، يزعمون أنهم يؤمنون بها لثبوتها في القرآن، وما أظنهم يؤمنون- إن آمنوا بها- إلا تقليداً لسادتهم، إذ ربوهم وعلموهم أنها ثابتة في التوراة!! ثم هم ينكرون كل معجزة لرسول الله، يزعمون أن لا معجزة له إلا القرآن، يظنون بذلك أو يوهمون الأغفال الأغرار أنهم ينصرون الإسلام. قال الحافظ ابن كثير في التاريخ ٦: ١٢٥ "باب حنين الجذع شوقاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشفقاً من فراقه. وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة، بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان". ثم ذكره بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة، ثم ختم الباب بما روى أبو حاتم الرازي عن عمرو بن سواد قال: "قال لي الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى الله محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: أعطى عيسى إحياء الموتى؟ فقال: أعطى محمداً الجذع الذي كان يخطب إلى جنبه حتى هُيئ له المنبر، فلما هيئ له المنبر حن الجذع حتى سُمع صوته، فهذا أكبر من ذلك".