" إنَّما السيد من عدت سقطاته، وأخذت غلطاته، فهي الدنيا لا يكمل بها شيء ". وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سبقت ناقة اليهودي ناقته فقال عليه الصلاة والسلام:"حقٌ على الله ألا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه"(١) والأمثلة الحية كثيرة، فاللهم ارحم الموحدين من المؤمنين.
إخوتاه
هذا الميزان ينبغي أن نطبقه مع إخواننا ومشايخنا، فلا نغلوا فيهم، ولا نبخسهم حقهم لمجرد هفوة أو زلة صدرت من أحدهم، فالمرء يوزن بتقواه، ومن كثرت حسناته تغوضي عن سيئاته.
استمع لكلام سلفنا وتذكر قول الإمام الشافعي:" إني لأظفر بالمسألة لم أكن قد سمعتها من قبل، فأود لو أن كل جسمي آذانٌ ليستمتعَ جسمي كما استمتعت أذني.
يقول الإمام الذهبي ـ والذهبي ذهبي الكلام ـ " إنَّ الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعُلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحه وورعه واتباعه للحق يغفر له زلَله، لا نضلله، ولا نطرحه، ولا ننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك " أهـ
لذلك علينا ألا نشهر بأحدٍ، ولا نبالغ في إفشاء ستره، فلو فتح هذا الباب لما سلم لنا أحدٌ من الأئمة والدعاة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون.
مثلاً: ضعف بعضهم الإمام البخاري فيرد ابن حجر - رحمه الله - فيقول: ومن ضعفه فهو الضعيف.
(١) أخرجه البخاري (٢٨٧٢) ك الجهاد والسير، باب ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم -.