للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾ عطفٌ على معنى ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ﴾؛ لأنَّه تقريرٌ لفظُه لفظُ الاستفهام، ومعناه معنى الخبر، كأنَّه قيل: قد عمَّرناكم وجاءكم النَّذير؛ أي: النَّبيُّ (١) المنذِر أو الكتاب، وهذا إلزام الحجَّة (٢) عليهم بالعقل والسَّمع؛ فإنَّ التَّذكُّرَ مِن باب العقل، والإنذار مِن باب السَّمع.

والفاء في قوله: ﴿فَذُوقُوا﴾ للسَّببيَّة؛ أي: ما تذكَّرتم فذوقوا بسببِه (٣)، وكذا الثَّانية إلَّا أنَّ فيها معنى التَّعليل.

﴿فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾ يدفعُ العذابَ عنهم.

* * *

(٣٨) - ﴿إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾.

﴿إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: ما غابَ فيها (٤) عنكم.

﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ تعليلٌ؛ لأنَّ ما في الصُّدور أخفى الغيوب، فإذا علمَه علمَ كلَّ غيبٍ في العالم، فيعلَمُ أنَّه لو ردَّهم إلى الدُّنيا لم يعملوا غير الذي كانوا يعملون؛ كقوله (٥): ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ﴾ [الأنعام: ٢٨].

* * *


(١) "النبي" من (ف) و (ك).
(٢) في (ف): "ألزم الحجبة".
(٣) في (ف) و (ي): "سببه"، وفي (ع): "سببية".
(٤) في (ك): "فيهما".
(٥) في (ف) و (م): "لقوله".