للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المفعول به؛ أي: مكرُكم لنا في الليل والنهار، ويجوز أن يكون إضافةُ المكر إلى الليل والنهار مِن باب الإسناد المجازي، وإضافةِ المصدر إلى الفاعل؛ بجعل الليل والنهار ماكرين.

وقرئ: (مكرٌ الليلَ والنهارَ) بالتنوين ونصبِ الظرفين (١) على الأصل.

و: (مَكَرّ الليلِ والنهارِ) بالرفع والنصب (٢)، مِن الكُرُور.

أمَّا الرفع: فعلى الابتداء أو الخبر؛ أي: سببُ ذلك مكرُكم أو مكرُّكم، أو مكرُكم أو مكرُّكم سبب ذلك.

وأمَّا النصب: فعلى المصدر؛ أي: تكرُّون الإغواءَ مَكَرَّ الليلِ والنهارِ.

﴿إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا﴾ ﴿إِذْ﴾ بدلٌ من ﴿اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾؛ أي: مكرُكم في زمانِ أمركم إيَّانا بالكفر، أو نُصِبٌ على الظرف لـ ﴿مَكْرُ﴾، أو تعليلٌ، أي: لأمركم إيَّانا بالكفر.

﴿وَأَسَرُّوا﴾؛ أي: أسرَّ الظالمون الموقوفونَ الشاْملونَ للفريقين ﴿النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ﴾؛ أي -: أَخفَوا الكلامَ بالندامة فيما بينهم على سبيل المسارَّة والتناجي ندامةَ المستكبرين على الضلال والإضلال، وندامةَ المستضعفين على الضلال والاتِّباع، أو أظهروها على سبيل الجَزَع والتضرُّع، على أنَّ الهمزة للإزالة، كما في قولك: أَعتبتُه وأَشكيتُه.

﴿وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ مِن باب وضعِ الظاهر موضعَ الضمير؛


(١) نسبت لقتادة. انظر: "المحتسب" (٢/ ١٩٣).
(٢) نسبت بالرفع لسعيد بن جبير وأبي رزين وغيرهما، ونسبت بالنَّصب لابن جبير وطلحة. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٢٢)، و"المحتسب" (٢/ ١٩٣).