للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَسَاءَ﴾ فاعله: ﴿مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ﴾ والمخصوصُ بالذَّمِّ - وهو: مطرُهم - محذوفٌ، والمرادُ بـ ﴿الْمُنْذَرِينَ﴾: جنسُ الكافرين.

* * *

(١٧٤ - ١٧٥) - ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ تقدَّم تفسيرُه.

* * *

(١٧٦ - ١٨٠) - ﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٧٧) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٧٨) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٧٩) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الخليلُ: الأيكةُ: غيضةٌ تُنبتُ السِّدرَ والأراكَ وناعمَ الشَّجر (١).

﴿الْمُرْسَلِينَ (١٧٦) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ﴾ إنَّما لم يقل: أخوهم شعيب؛ لأنَّه لم يكن مِن نسبِهم، بل كان مِن نسبِ أهلِ مَدين. وفي الحديث: أنَّ شعيباً أخا مدين أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة (٢).


= و "تفسير البيضاوي" (٤/ ١٤١)، "تفسير النسفي" (٢/ ٥٧٩). قال الشهاب في "الحاشية" (٧/ ٢٥): "شذاذ" بمعجمات بوزن جُهال، جمع شاذ، وهو من انفرد عنهم في الطريق أو من كان غريبًا من غير قبائلهم، وهذا إشارة إلى التوفيق بين طرق إهلاكهم، فإنه ورد أنه بصيحة، وفي أخرى برجفة، وفي أخرى بإمطار حجارة، فهو إمّا بوقوع بعضه لبعضهم، أو لأنَّه أرسل لطائفتين أهلك كل منهما بنوع منه، ولا مانع من الجمع بينهما.
(١) انظر: "العين" للخليل (مادة: أيك) (٥/ ٤٢٣).
(٢) روى نحوه ابن أبي حاتم في "العلل" (١٧٨٦)، ونقل عن علي بن الحسين بن الجنيد قوله: هذا باطل. وقال ابن كثير في "تفسيره" (٣/ ٣٤٦): "غريب، وفي رفعه نظر".