للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن تمام التَّسلية تقرير علمه بمضمون ما ذكره بقوله:

(٧٠) - ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾.

﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ من الغيب والشَّهادة.

﴿إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ﴾ اللَّوح المحفوظ، كتبه فيه قبل حدوثه. وتنكيره لأنَّه ليس من جنس الكتب المتعارفة.

ولَمَّا كان الإثبات في اللَّوح المحفوظ مَظِنَّة الحاجة في الحفظ إلى الكَتَبة دفعه بقوله:

﴿إِنَّ ذَلِكَ﴾، أي: الإحاطة به وإثباته في اللَّوح المحفوظ.

﴿عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ لعدم الحاجة إلى الآلة، فإنَّ علمه تعالى بذاته، فلا يخفى عليه شيءٌ، فلا يهمَّنَّكَ أمرُهم.

* * *

(٧١) ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ﴾.

﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ﴾: ما لم يتمسكوا في جواز عبادته ببرهانٍ نازلٍ بالوحي من عند الله (١)، ولا بعلمٍ ضروريٍّ أو نظريٍّ، أي: ليس لهم في ذلك مستندٌ لا من جهة النَّقل ولا من جهة العقل، وإنَّما قدَّم الوجه


(١) في هامش (ف) و (م): "قد مرَّ وجه الفرق بين مطلق الحجة وبين البرهان والسلطان وبيان مزيتهما عليها في سورة الأعراف. منه".