للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾؛ أي: كيف يستعجلون بعذابٍ من يومٍ واحدٍ من أيَّام عذابه في طول ألفِ سنة من سنيكم؛ لأنَّ أيَّام الشَّدائدِ طِواك.

* * *

(٤٨) - ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾.

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ﴾ كرَّره للتَّهويل، وتصويرِ حالهم في الإملاء، وبيانِ أنَّ الظَّلَمَةَ لا يُهمَلون غيرَ معذَّبين؛ أُمْهِلوا أو لم يُمْهَلوا، وإنَّما عطف الأوَّل بالفاء لكونها بدلًا من قوله: ﴿فَكَيْفَ كَانَ نَكِير﴾، وبقائها على التَّسبُّب، وأمَّا حكم هذه فحكمُ ما تقدَّمها من الجملتَيْن المعطوفَتَيْن بالواو، وهما: ﴿وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾، و ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ﴾ على سبيل الاعتراض، وبيانِ أنَّ الاستعجالَ أمرٌ منكَر؛ إذ لا بدَّ من تحقُّق العذاب.

﴿أَمْلَيْتُ لَهَا﴾ كما أمهلْتكم ﴿وَهِيَ ظَالِمَةٌ﴾ مثلَكم.

أصل ﴿مِنْ قَرْيَةٍ﴾: من أهلِ قرية، فحُذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامَه في الإعراب، ورجع إليه الضَّمائر والأحكام مبالغةً في التَّعميم والتَّهويل.

﴿ثُمَّ أَخَذْتُهَا﴾ بالعذاب.

﴿وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾؛ أي: حكمي مرجعُ الجميع، وتقديم (إلى) للاختصاص، والمبالغةِ في الوعيد (١)؛ أي: لا إلى غيري (٢).

* * *


(١) في (ك) و (م) و (س): "والمبالغة للوعيد".
(٢) في (م): "غيره".