للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السلام عن جبريل (١) على ما أنبأ عنه إخراج هذا القول (٢) عن حيِّز الرَّجم بالغيب.

وأمَّا إتباعُه قولَه: ﴿قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ﴾ فلا دخل له في الإنباء المذكور.

ولا دلالة في قوله: ﴿مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ أنَّ ذلك القليل من جنس الإنس حتى يتمشَّى أن يُقال: أثبت العلم بهم لطائفةٍ بعد ما حصر أقوال الطَّوائف في الثَّلاثة المذكورة؛ فإنَّ عدم إيراد الرَّابع في نحو هذا المحل دليل العدم، مع أنَّ الأصل ينفيه، ثم ردَّ الأوَّلَيْنِ بالإتباع المذكور ليتعيَّن الثَّالث (٣).

وأمَّا التَّمسُّك بالواو بأنْ يقال: إنَّها (٤) دخلت على الجملة الواقعة صفةً للنَّكرة، تشبيهاً لها بالواقعة حالاً عن المعرفة؛ لتأكيد لصوق الصِّفة بالموصوف، والدِّلالة على أنَّ اتِّصافه بها أمر ثابت (٥) = فضعيفٌ؛ لأنها من المحكيِّ لا من الحكاية، فدلالتُها على الثُّبوت عند القائل، لا عند الله تعالى.

نعم لو قيل: إنَّها تدلُّ على تصديق القائلين بأنَّهم سبعة؛ لأنَّها عاطفة على كلام (٦) مصدَّق، تقديره: نعم وثامنهم كلبهم؛ كما إذا قال قائل: زيدٌ شاعرٌ، وقيل: وفقيهٌ أيضاً؛ أي: نعم، وفقيه أيضاً.


(١) في (ف) و (ك): "وحي"، والمثبت من (م)، وهو الموافق لما في "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٧٧).
(٢) في (ف): "إخراج"، وفي (ك): "إخراجه".
(٣) انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٧٧). وقوله: ثم رد بصيغة الماضي معطوف على حصر، وقيل إنه مصدر مجرور معطوف على ما حصر وما مصدرية. انظر: "حاشية الشهاب" (٦/ ٨٨).
(٤) في (ف) و (ك): "بالواو بأنها".
(٥) انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٧٧) ..
(٦) في (ف) و (ك): "الكلام".