للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٠) - ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾.

﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ﴾ حين الالتجاء إليه، وروي أنَّهم كانوا شبَّانًا من أبناء الأشراف أرادهم دقيانوس الملك على الشِّرك، فأبوا وهربوا إلى الكهف (١).

﴿فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً﴾: من خزائن رحمتك الموجبة للمغفرة والرِّزق والأمن.

﴿وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا﴾ الذي نحن عليه من مفارقة الكفار.

﴿رَشَدًا﴾ نصير بسببه مهتدين، أو اجعل (٢) أمرنا كلُّه هدًى.

والرَّشَد: إصابة الطَّريق المؤدِّي إلى البغية، وكذا الرُّشْد والرَّشاد.

وأصل التَّهيئة: إحداث هيئة الشَّيء.

* * *

(١١) - ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾.

﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ﴾؛ أي: منعناهم أن يسمعوا.

قال قطرب: هذا كقول العرب: ضرب الأمير على يد الرَّعية؛ أي: منعهم عن الفساد، وضرب السَّيِّد على يد عبده المأذون [له في التجارة]: إذا منعه من التَّصرف (٣).


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٦/ ١٤٧) عن محمد بن إسحاق.
(٢) في (ك): "إذا جعل". والمثبت من باقي النسخ، وهو الموافق لما في "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٧٤).
(٣) انظر: "تفسير الثعلبي" (٦/ ١٥٧)، و "تفسير القرطبي" (١٣/ ٢٢٠). وما بين معكوفتين منهما.